Clik here to view.
رضوان مرتضى-
رنا ميشال سماحة، الابنة الكبرى للوزير السابق المتّهم بنقل متفجرات من دمشق الى لبنان في صندوق سيارته للقيام بأعمال تفجير، بقيت واقفة طوال جلسة محاكمته أمس. وهي فعلت ذلك دائماً، سواء أمام المحكمة العسكرية الدائمة أو في محكمة التمييز العسكرية، بعدما آلت على نفسها ألا تجلس فيما يُحاكم والدها وقوفاً.
لم يُثنها هذه المرة أيضاً الالتواء في قدمها. أما والدها الذي أومأ إليها غير مرّة برأسه، قبل أن يلتقيها مع أفراد عائلته بعد إرجاء الجلسة في مكتب أحد القضاة، فلم يتلفّظ أمام محكمة التمييز العسكرية سوى بعبارة واحدة: «بتسمحلي حضرة القاضي… الرؤية بالعين غير قراءة المحضر. هيدا اللي ما سبق وحصل». جاءت عبارة المتّهم، الذي بدا نحيلاً بهندامه الرمادي المعتاد، في معرض تأكيده على مطلب وكيليه شهيد الهاشم ورنا عازوري الاستمهال لاستجوابه ريثما يتسنّى لهما مشاهدة التسجيل المصوّر الذي يتضمن محادثات سماحة مع المخبر ميلاد كفوري. وكان لافتاً تغيّب وكيله الرئيسي المحامي صخر الهاشم عن الجلسة، لا سيما أنّه اقترن بخبر عاجل أرسلته إحدى وسائل الإعلام عن احتمال تخلّيه عن وكالته عن سماحة. «الأخبار» اتصلت بالهاشم للوقوف على الخبر، فرفض أن يؤكد أو ينفيه، تاركاً الأمر معلّقاً.
وفي سياق المحاكمة، ورغم استغراب رئيس محكمة التمييز العسكرية القاضي طوني لطوف للطلب، لكون تفريغ الاستجواب موجوداً وكان يُفترض أن يكون المحامين قد اطّلعوا عليه سابقاً، إلا أنه وافق والمحامي العام لدى المحكمة القاضي شربل بو سمرا على طلب الاطلاع على التفريغ الخطي لمضمون التسجيلات والاشرطة التي قررت المحكمة ضمها الى الملف، وعددها ثلاثة اقراص مدمجة تحتوي على لقاءات سماحة مع المخبر ميلاد الكفوري، إضافة الى استجواب سماحة في التحقيق الأولي أمام فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي. ووافقت المحكمة على طلب الدفاع الاطّلاع على مضمون الاشرطة، حاصرة ذلك بكل من سماحة واثنين من محاميه في مقر المحكمة العسكرية في حضور مستشار من محكمة التمييز العسكرية في توقيت يُحدّد لاحقاً، من دون أن يُسمح لهم باستنساخها لأسباب تقنية. وبرّر وكلاء الدفاع طلبهم بتأمين حق الدفاع قبل استجواب موكلهم سماحة، لا سيما أن المشهد العام كان يوحي بأنّهم يسعون للتأجيل مهما كلّف الأمر.
وكان لطوف افتتح الجلسة بإشارة إلى أن فرع المعلومات زوّد محكمة التمييز بالتسجيلات والأشرطة المتعلقة بهذه القضية، كاشفاً أنها 3 أقراص مدمجة للقاءات بين المتّهم والمخبر كفوري وUsb تحتوي على تسجيل كامل لاستجواب المتهم لدى فرع المعلومات خلال التحقيق الأولي. ولفت القاضي إلى أن ما حصلت عليه المحكمة مطابق لما جرى إيداعه في المحكمة العسكرية الدائمة سابقاً، مشيراً إلى أن هيئة المحكمة قررت اعتماد مضمون هذه التسجيلات والتفريغات السابقة كأساس لإجراء المحاكمة. أما في ما يتعلق بطلب وكلاء الدفاع استدعاء كفوري للاستماع الى إفادته والحصول على داتا الاتصالات الخاصة به، فقد أرجأت بتّه إلى ما بعد الانتهاء من الاستجواب، علماً بأنّ المحكمة قررت أيضاً تسطير كتاب الى شركتي الخلوي في لبنان (أم تي سي وألفا) للاستحصال على داتا الاتصالات المتعلقة بهاتفي سماحة الخلويين وهاتف سكرتيرته غلاديس اسكندر، فضلاً عن تسطير كتاب الى شركة «أوجيرو» للغاية نفسها بالنسبة الى خط الهاتف الأرضي في مكتبه.
وأرجأت المحكمة استجواب سماحة إلى 22 تشرين الاول المقبل.
