رامح حمية -
صيد ثمين آخر وقع في قبضة الأجهزة الأمنية اللبنانية. إبراهيم قاسم الأطرش، المعروف في بلدته عرسال بلقب «ابراهيم قاسم الطرق»، أحد أبرز «المطلوبين المنتمين إلى التنظيمات الإرهابية المسلحة في عرسال وجرودها»، أوقفته أمس فرقة القوة الضاربة في الجيش بعد عملية رصد دقيقة من قبل الاستخبارات.
ورد اسم الأطرش للمرة الأولى في البيان الشهير لوزير الدفاع السابق فايز غصن عندما كشف معلومات عن مجموعته المسؤولة عن إعداد ونقل السيارات المفخّخة، وكان أبرز أفرادها سامي الأطرش، وعمر الأطرش الذي قُتل في ١١ تشرين الأول ٢٠١٣ مع سامر الحجيري إثر استهداف سيارة مفخخة كانا يستقلّانها في جرود عرسال. سامي وعمر وخمسة آخرون اتُّهموا بتجهيز سيارات مفخخة لإرسالها إلى الضاحية الجنوبية. ورغم أن بعض أبناء عرسال ينفون الاتهامات الموجّهة إلى هؤلاء ويصفونها بـ«فبركات الأجهزة الأمنية»، تؤكّد المعلومات الأمنية أنّ هؤلاء يأتمرون بأوامر إبراهيم الأطرش الذي تربطه علاقات قوية مع كل من «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش»، من دون ثبوت مبايعته أياً من التنظيمين.
ابن مشاريع القاع الذي قدم إلى عرسال منذ بداية الأزمة السورية، هو شقيق الشيخ السلفي علي الأطرش، وعم عمر الأطرش الذي قتل في انفجار سيارة في جرود عرسال في تشرين الأول الماضي. عدد من أبناء البلدة يؤكدون أنه كان على علاقة مع تنظيمي «النصرة» و«داعش» الإرهابيين، وهو ما يتطابق مع ما أكده مسؤول أمني لـ «الأخبار» من أن الأطرش «صيد ثمين»، لكونه على «ارتباط مع التنظيمات الإرهابية»، ويشغل منصب مسؤول «داعش» في بلدة عرسال، ويعتبر «مسؤولاً عن تصفية أفراد في صفوف المسلحين من فصائل أخرى واستهداف قرى في البقاع الشمالي بالصواريخ». وتشير المعلومات الأمنية إلى أن الأطرش سيكشف باعترافاته عن الكثير من المعلومات «القيّمة عن المسلحين في عرسال وجرودها والعمليات الإرهابية التي نفذت في لبنان»، فضلا عن معطيات تتعلق بالعسكريين المخطوفين لدى «داعش»، خصوصا أن الأطرش تولى في فترة سابقة مسؤوليات بارزة في هذا التنظيم في عرسال.
وكانت قوة من استخبارات الجيش دهمت قرابة الواحدة من بعد ظهر يوم أمس ملحمة الأطرش في محلة «رأس السن» في بلدة عرسال، واوقفت الأطرش وخرجت به بسرعة من البلدة. وفي بلدة عرسال أيضا، علمت «الأخبار» أن مسلحين يستقلون سيارة رباعية الدفع (لون اسود) أقدموا مساء أول من أمس على اختطاف العرسالي سامح محمود السلطان (25 عاما) من محلة وادي عطا في عرسال، وسرعان ما عاودوا اطلاقه، وقالت مصادر أمنية إن السلطان «مطلوب خطر للقضاء اللبناني بعدة مذكرات توقيف بجرائم قتل والانتماء إلى تنظيم إرهابي».