واصل الجيش السوري وحزب الله تقدمهما باتجاه بلدة تدمر الاستراتيجية والاثرية وسيطرا امس على تلة عرين شمال غرب تدمر في ريف حمص الشرقي وكان الجيش السوري احكم الخناق على مسلحي داعش في تدمر بعد سيطرته على معظم التلال المحيطة بالمدينة. وبالتالي بدأ اندحار «داعش» عن المدينة واستعادتها مع قبل الجيش السوري وحزب الله بات قريباً.
واشارت معلومات الى ان عدم الحسم السريع يعود الى تجنب الجيش السوري وحزب الله قصف المواقع الاثرية والحفاظ على طابع المدينة بعد ان قام عناصر «داعش» بتفخيخ بعض المناطق الاثرية والاحتماء فيها، وهذا ما يدفع بالجيش السوري وحزب الله الى الدقة في عمليات القصف، وتجنب هذه المناطق الاثرية.
*
الأركان الروسية: الظروف مهيأة لتطويق «داعش» في تدمر
الى ذلك، أكد الفريق سيرغي رودسكوي رئيس دائرة العمليات في الأركان العامة الروسية توافر الظروف اللازمة لمحاصرة إرهابيي «داعش» في تدمر وإلحاق الهزيمة النهائية بهم. وقال رودسكوي في تصريح صحفي امس، إن الجيش السوري فرض سيطرته على التلال المحيطة بمدينة تدمر، وقطع طرق إمداد الإرهابيين بالذخيرة والعتاد. وأوضح رودسكوي أن القوات المسلحة السورية وحلفاءها بدعم من الطيران الروسي يشنون عملية واسعة النطاق لتحرير تدمر. وأضاف أن الطائرات الروسية تقوم يوميا بـ 20-25 طلعة لقصف مواقع تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة».
وفي الوقت نفسه أكد الجنرال أن التحضير لإعادة الطيران ووحدات التموين إلى روسيا من سوريا، يجري وفق الخطة المرسومة.
وأوضح رودسكوي أن جزئا من الشحنات والمعدات التابعة لمجموعة القوات الروسية في سوريا، ستعاد إلى روسيا بحرا، فيما ستنقل المعدات المتبقية على متن طائرات.
على صعيد آخر، تبنى تنظيم الدولة الاسلامية في بيان مقتل خمسة جنود روس خلال معارك قرب مدينة تدمر الاثرية في محافظة حمص بوسط سوريا.
ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مدينة تدمر منذ ايار 2015، وعمد مذاك الى تدمير العديد من معالمها الاثرية وبينها قوس النصر الشهير ومعبدي شمين وبل.
في المقابل نفت روسيا مشاركتها في عملية تحرير تدمر وان قواتها تقوم بالقصف الجوي وانها نفذت امس 30 الى 35 غارة على مواقع «داعش» في تدمر واكد الكرملين مشاركة الطيران الروسي في تحرير تدمر وان الجيش السوري وحلفاءه ينفذون العملية.
*
مباحثات جنيف
على صعيد آخر، اعلن المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا ان الجولة الثالثة من المفاوضات السورية -السورية ستبدأ في نيسان المقبل. وأكد دي ميستورا أنه بحث مع وفدي الحكومة السورية والمعارضة ملف المعتقلين، مشيرا إلى أن الخلاف بين الجانبين ما زال كبيرا. وقال دي ميستورا إن «ملف المعتقلين سيطرح على الطاولة مع الروس والأميركيين».
وأشار المبعوث الأممي إلى أن الخلاف بين الحكومة السورية والمعارضة ما زال «كبيرا»، لكنه أكد أنهما اتفقا على الحاجة إلى الحفاظ على وحدة أراضي البلاد والموقف من النظام الاتحادي (الفيدرالي). وأضاف دي ميستورا أنه أجرى مناقشات صريحة ومثمرة مع الهيئة العليا للمفاوضات، حول وثيقة الانتقال السياسي في سوريا. وقال «سندرس الورقة بعناية ونحن معجبون بتحضيرهم العميق، وبهذا الوضوح الكبير للمرة الأولى وآمل أن أحصل على قدر مماثل من الوضوح من الوفد الحكومي»، معتبرا أنه «آن الأوان لخوض نقاشات أعمق».
وشدد المبعوث الأمم الخاص إلى سوريا على أهمية اللقاء المرتقب بين الوزيرين سيرغي لافروف وجون كيري «لأنه سيساعد على التقدم إلى مرحلة جديدة».
*
وفد الحكومة يدعو إلى إقرار ورقة دمشق
من جانبه، أصر وفد الحكومة السورية إلى محادثات جنيف على ضرورة إقرار ورقة المبادئ الأساسية التي قدمتها دمشق، لتصبح أساسا لحوار سوري – سوري جاد. وقال رئيس الوفد بشار الجعفري في تصريح صحفي بعد لقاء عقده الوفد مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا اليوم إن «إقرار تلك المبادئ التي تسميها دمشق العناصر الأساسية سيؤدي إلى حوار سوري-سوري جاد يسهم في بناء مستقبل سوريا». وأكد أن هذه المبادئ المسجلة في الورقة التي قدمها الوفد لـ دي ميستورا خلال اللقاء السابق، من شأنها أن تفتح الباب على حوار جدي بين السوريين بقيادة سوريا ودون تدخل خارجي أو طرح شروط مسبقة. ووصف الجعفري جلسة المحادثات مع دي ميستورا بأنها كانت مفيدة إذ جرى التركيز على ورقة العناصر الأساسية لحل الأزمة في سوريا.
*
الزعبي: متمسكون بهيئة حكم انتقالي
من جهته، أكد أسعد الزعبي رئيس وفد المعارضة السورية إلى جنيف على أن هناك انطباعا بالارتياح تجاه النقاط التي تمت مناقشتها بعد الاجتماع مع المبعوث الأممي دي ميستورا. وقال الزعبي «نتعهد بخوض المعركة السياسية للوصول بالثورة إلى حل وإلى هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات والسلطات».
على صعيد آخر، أعلنت المعارضة السورية الداخلية أنها سلمت للمفوض الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا مشروع دستور جديد يضم 10 بنود. وقالت ممثلة «مجموعة حميميم» ميس الكريدي إن لقاء ممثلي المجموعة مع دي ميستورا في جنيف كان جيدا.
*
اتصال بين لافروف وظريف
على صعيد آخر، أفاد مصدر في الخارجية الروسية بأن وزير الخارجية سيرغي لافروف تحدث بالهاتف مع نظيره الإيراني جواد ظريف. وخلال الحديث تطرق الطرفان إلى الوضع في الشرق الأوسط وسير عملية الهدنة في سوريا. واتفق الوزيران على مواصلة تنسيق الجهود لمصلحة تنفيذ وقف النار في سوريا وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2268. وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن روسيا ستوافق على أي بنية لسوريا إذا نالت موافقة كل الأطراف المشاركة في المفاوضات.
*
وزير خارجية إيران يزور اسطنبول
الى ذلك قالت وزارة الخارجية التركية، إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيزور اسطنبول اليوم، ويلتقي بالرئيس رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو ووزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو. وتؤيد تركيا وإيران طرفين مختلفين من أطراف الصراع في سوريا واليمن، لكن روابطهما الإقتصادية حافظت على سلامة العلاقات إلى حد كبير. وفي اجتماع في طهران هذا الشهر اتفق الرئيس الإيراني حسن روحاني وداود أوغلو، على ضرورة التعاون لإنهاء الصراع الطائفي، ومن ذلك دعم وقف إطلاق النار الهش في سوريا.