رأى سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أننا دخلنا مرحلة جديدة من الصراع السياسي والاعلامي في لبنان بسبب الحملة السعودية ضدنا، معتبراً أن السعودية تذرعت باعتبارات أمنية لدعوة رعاياها إلى المغادرة في وقت كانت حجتها سياسية في البداية، مشيراً في هذا الإطار إلى أنه تم توزيع بيانات مجهولة المصدر معلومة الخلفية لإشاعة التوتر والفتنة والمخاوف من حزب الله.
وفي كلمة متلفزة خصصها لبحث آخر التطورات في لبنان والمنطقة، لفت السيّد نصر الله إلى أن حملة سياسية وإعلامية واسعة بدأت ضد حزب الله غداة إعلان السعودية وقف هبتها للجيش اللبناني، مشيراً إلى أن الحملة ضد الحزب أدخلت لبنان في مناخ من التوتر الشديد على مستويات عدة.
حريصون على الأمن والهدوء والاستقرار في لبنان
وجدد السيد نصر الله التأكيد على حرص حزب الله على الأمن والهدوء والاستقرار في لبنان، مشيراً إلى أن لا مشكلة أمنية في لبنان ولسنا على حافة حرب أهلية وما يتردد عن "7 أيار" و "قمصان سود" غير صحيح أبداً.
وقال السيد نصر الله: "لا يظنن أحد أن حزب الله ضعيف لأنه يواجه ضغوطاً بل نحن في أفضل وضع منذ 5 سنوات"، منبّهاً إلى أنه تم نشر أكاذيب على مواقع التواصل الاجتماعي حول حصول أحداث في مناطق لبنانية لم تجر أصلاً.
وحذر سماحته من أن هناك من يريد فتنة ويريد توظيف المناخ السائد لإيجاد فتنة في لبنان وخصوصا بين الشيعة والسنة، مشدداً على أنه رغم كل ما تقوم به السعودية يجب أن يبقى لبنان محيّداً عن كل توتر وتجنّب النزول إلى الشارع.
هناك مصلحة وطنية في استمرار الحوار والحكومة
وقال السيد نصر الله إن "هناك مصلحة وطنية في استمرار الحوار الثنائي مع المستقبل، ومن يستطع أن يقلب الطاولة على حزب الله فليفعل أما نحن فنريد أن نبقى حول الطاولة للحوار ولا احد يقدر ان يمنّ علينا انه يتحاور معنا"، معتبراً أن بقاء الحكومة مصلحة وطنية ولا ننوي الاستقالة منها.
وأشار السيد نصر الله إلى أن هناك قوى سياسية في لبنان لا تريد إجراء انتخابات بلدية في موعدها المحدد وتريد توتير الوضع الأمني.
لا علاقة لنا بأي تحرك جرى في الشارع ونرفض الإساءة للرموز الإسلامية
وحول ما يُبث على قنوات فضائية من أمور هزلية ضد حزب الله، رأى سماحته أنها "دليل ضعف"، داعياً جمهور المقاومة لعدم الإصغاء الى الصراخ والتهويل والتهديد فكل ذلك تعودنا عليه.
وأضاف سماحته أنه لا حاجة للنزول إلى الشارع ومهما حصل يجب أن نفتش عن ردود حضارية تخدم أهدافنا، معتبراً أنه من غير المناسب قطع الطرقات ورد الفعل يجب أن يكون مناسباً ومدروساً.
وجزم السيد نصر الله بأنه لا علاقة لحزب الله بأي تحرك جرى في الشارع، واصفاً ما جرى في الشارع بأنه ردّ عفوي على ما اعتُبر اهانة لنا والاختراقات غير مستبعدة، منبهاً إلى أن مشروع السعودية في المنطقة هو الفتنة وكذلك إسرائيل ولا نريد أن ننجر إليها.
وشدد السيد نصر الله على رفض حزب الله أي إساءة للرموز الإسلامية وهذا ليس خطأ فحسب بل خطيئة، داعياً مسؤولي حزب الله للاجتماع بمن نزل إلى الشارع لنهيه عن العودة إلى الشارع لان المرحلة حساسة.
ولفت السيّد نصر الله إلى أن الإساءة للرموز الإسلامية حرام وممنوعة وغير جائزة وتؤذي المقاومة وجمهور المقاومة ووحدة المسلمين والحق وتخدم اعداءنا، وهي أخطر باب للفتنة تعمل عليه جهات عدة تموّلها أميركا والسعودية وإسرائيل.
الهبة السعودية أوقفت منذ وفاة الملك عبدالله والحرب السعودية علينا ليست جديدة
وذكّر سماحته بأن الهبة السعودية المقدّمة إلى الجيش اللبناني أوقفت منذ وفاة الملك عبد الله ولم تتوقف بسبب مواقفنا من السعودية، مبدياً استغرابه من أن هناك قوى لبنانية تأمل حصول "عاصفة حزم" في لبنان مماثلة لـ"عاصفة اليمن".
وتعليقا على الحديث بأن حزب الله سيطر على قرار الدولة والمؤسسات، قال السيد نصرالله: "شو هالنكتة"، مشيراً إلى أن حرب السعودية علينا ليست جديدة وهي تشن حملة علينا منذ العام 2005.
وأكد السيد نصر الله أننا نتحمل المسؤولية ومتمسكون بموقفنا وبحقنا حتى ولو بقينا وحدنا، مؤكداً أن حزب الله قادر وجدير ويملك كفاءة المواجهة وحده ولا نطلب من أي حليف إحراج نفسه.
وأضاف السيد نصر الله: "غريب كيف عاد الكلام عن الانتماء العروبي من قبل شخصيات نسيت العروبة"، لافتاً إلى أن كل ما يتردد عن اجراءات ضد لبنان واللبنانيين في الخليج لا يستهدف إلا حزب الله.
السيارات المفخخة التي أتت من القلمون إلى لبنان كانت بإدارة سعودية
وأشار السيد نصر الله إلى أن المطلوب سعوديا من الحكومة والقوى السياسية الضغط على حزب الله حتى يتراجع عن موقفه من السعودية.
وذكّر سماحته بأن عبارة "يجب سحق حزب الله في حرب تموز 2006 " هي عبارة لأمير سعودي، وأن بايدن أكد بنفسه أن السعودية أنفقت مليارات الدولارات وآلاف الاطنان من الأسلحة لضرب النظام في سوريا، كاشفاً عن أن السيارات المفخخة التي كانت تأتي من القلمون إلى لبنان كانت بإدارة سعودية.
واعتبر السيد نصر الله أن أشرف وأعظم ما فعلته في حياتي هو خطابي في ثاني يوم من الحرب السعودية على اليمن، مؤكداً أن السعودية ترتكب المجازر اليومية في اليمن والعالم صامت لكن لا يمكننا نحن أن نصمت عن هذه الجرائم.
ورأى السيد نصر الله أنه لا توجد مظلومية على وجه الكرة الأرضية توازي مظلومية الشعب اليمني نتيجة الحرب السعودية، مردفاً أن "من يريد ان يسكت هذا شأنه نحن لن نسكت عما يجري في اليمن وسنظل مكملين".
السعودية تتصرف مع لبنان بطريقة "مهينة"
وشدد السيد نصر الله على أنه "لا مصلحة وطنية لأي بلد بأن يأذن للسعودية في شن حرب على بلد آخر"، معتبراً أنه "عندما يسكت العالم العربي عن حرب السعودية على اليمن فهذا يعطيها شرعية لشن هجوم على بلد آخر".
ورأى سماحته أن السعودية تتصرف مع لبنان بطريقة مهينة، مردفاً أن السعودي يحاول الضغط على اللبنانيين لإسكاتنا ونحن لم نسكت ولن نسكت ووصلنا الى محل لا يسعنا السكوت.
وسأل السيد نصر الله: "هل يحق للسعودية أن تعاقب لبنان والدولة والجيش والمقيمين اللبنانيين في الخليج لان هناك حزب لبناني يأخذ موقف ويرفع الصوت؟ وهل العربي يعطي هبة يعود ويسحبها وهل العربي يطرد ضيوفه أهذه هي العروبة"؟، قائلاً: "اذا كان لدى السعودية مشكلة مع حزب الله فلتواجهها معه وحده ولا ذنب للبلد والناس واللبنانيين".
هذا وقدم السيد نصر الله العزاء لعائلات شهدائنا الذين قضوا على أيدي تنظيم "داعش" ومن بينهم الشهيد علي فياض خلال تحرير طريق خناصر - حلب، لافتاً على أنه سيكون هناك فرصة للحديث عن الشهيد القائد علي فياض بشكل اوسع في الايام القليلة القادمة.