ساره أبو مراد-
يا تجّار الأوطان، أفرادًا وفروعًا وعائلات،
تزحفون للاعتذار من أمم دسّت الفساد في النفوس،
من أمم سبت الانسانية بذكوريتها الوحشيّة، من أمم عصت الحضارة والانفتاح.
يا زؤان المجتمع، تنافسوا في الاعتذار إلى شعبكم،
اعتذروا عن تمديدكم للمجلس النيابي،
كفّروا عن اغتصابكم حقوقنا السياسية ولحرية الاختيار،
اعتذروا عن التسويات بحقّ هيبة الجيش في "عبرا"، في "طرابلس" في "عرسال"، وفي كل شبر من لبنان،
اعتذروا إلى الجمهورية اللبنانية، فقد تأججت أطماعكم حتى عَقَرَت دار هذه الجمهورية، بانتخابكم"الفراغ"...
اعتذروا إلى أهالي العسكريين المخطوفين ولبذّتهم التي تهينها البربرية، خليفة الأمم الحليفة،
اعتذروا إلى صحتنا، إلى شوارعنا، إلى رصيفنا، إلى أشجارنا، إلى هوائنالأنكم متواطؤون والنفايات، لأنكم أبالسة الأرض، لأن أقوالكم كفر وأفعالكم عار...
اعتذروا إلى شعبكم،
إلى كل امرأة،
إلى الجياع،
إلى الذين يتوسلون شفاء وعلاجًا،
اعتذروا إلى الشباب وبطالتهم،
اعتذروا إلى الأمّهات، إلى الطفولة الخجول،
اعتذروا إلى العجرة، إلى المسنّين وضمانهم المنسي بين غبار الملفات الفارغة،
اعتذروا إلى أمّ الشهيد، وأب كل شهيد،
اعتذروا إلى سائق التاكسي، وراكب الباصات،
اعتذروا إلى ضحايا حوادث السير على طرقاتكم،
اعتذروا إلى الولد المطرود من المدرسة لأن أباه لم يسدد قسط القرطاسية،
اعتذروا إلى الأستاذة ورواتبهم،
اعتذروا إلى العلم والعمل في هذا الشبه-وطن،
اعتذروا إلى بيروتنا القديمة، إلى حجارتها وأهاليها
اعتذروا إلى طرابلس ومينائها... وأخواتها
اعتذروا إلى كلّ من غاب الصدى عن معاناته،
إلينا، اعتذروا.
يا أمراء... الحرب،
لو صمتم سنوات ضوئية وزكيتم في أنحاء العالم لن تتأنسنوا ولن يغفر ضمير الإنسانية جرائمكم!
↧
إلينا، اعتذروا
↧