خالد عرار-
ارتفاع عدد اللبنانيين الذين يعيشون تحت خط الجوع والفقر، بدأ فعليا، مع بداية الحقبة الحريرية في لبنان، ومنذ تولي النائب فؤاد السنيورة وزارة المالية، والسياسات الضرائبية التي فرضها على الشعب اللبناني، لا سيما فقرائه الذين يشكلون ما يقارب نصف اللبنانيين وسجلت النسبة الاعلى في الشمال والبقاع وذلك وفق احصاءات العديد من مراكز الدراسات واستطاعت سياسات السنيورة الضرائبية الى انحسار الطبقات الوسطى، وبات اللبنانيون ينقسمون بين طبقة الغنى الفاحش الذي برز في اوساط شريحة واسعة من السياسيين، وعائلاتهم واقربائهم ومافياتهم، الذين راكموا اموالهم من خطة اعمار لبنان التي بلغت اغلى كلفة في العالم، ناهيك عن عمليات السطو على املاك الفقراء في الوسط التجاري.
النائب السنيورة الذي اعلن تضامنه مع بلدة مضايا السورية التي ادعى انها محاصرة من قبل الجيش السوري مبديا خشيته من ان يكون حزب الله مشاركا في حصارها، وفي هذا الشأن اوضحت اوساط سياسية ان من يصادر بلدة مضايا ويصادر حرية ابنائها، هم المسلحون التكفيريون الوهابيون الذين يختبئون خلف الاطفال والنساء الذين روعوا بممارسات المسلحين الغريبة على تاريخ البشرية. واضافت الاوساط، اذا كان صحيحا حرص السنيورة على كل مكونات الشعب السوري، لماذا لم نره يبدي قلقه على ابناء مدينتي نبل والزهراء المحاصرتين منذ اكثر من ثلاث سنوات من قبل المسلحين التي تمولهم مملكة آل سعود ولماذا لم يتضامن مع ابناء الفوعا وكفريا ومعلولا وصيدنايا، ولماذا لم يستنكر الاعتداءات الارهابية على مسيحيي القامشلي عشية الاعياد، ومع المدنيين في ريف دمشق الذين قتلوا بالغازات السامة التي استعملها المسلحون؟
وسألت الاوساط السياسية، عن مصير الاحد عشر مليار دولار، التي تمنع اقرار الميزانيات منذ عدة سنوات. اذ لم تتوقف بعض القوى السياسية عن المطالبة بالكشف عن مصير المليارات التي تقول هذه القوى ان على السنيورة تبرير صرفها بمستندات ومراسيم وادلة، لا باوراق، لا بل بورقة واحدة غير مفهومة.
واشارت الاوساط السياسية الى الحملة التي قادها العديد من كوادر تيار المستقبل في اكثر من منطقة، منذ اشهر، واعتبرت هذه الكوادر، ان السنيورة بات عبئا كبيراً على تيار المستقبل، بعدما قطع شوطاً كبيراً في بناء حيثية خاصة به في التيار، خصوصا بعدما «امتلأ» بالمال والثروات، والعقارات وحصصه في العديد من المصارف، وهذا ما دفع النائبة بهية الحريري للتصادم معه بعدما اكتشفت انه يعمل على شراء عقارات لآل الحريري بشكل غير مباشر، مما استدعى تدخلاً سريعاً من الرئيس سعد الحريري، حيث جمع كل من بهية والسنيورة محاولا تأجيل الخلاف خصوصا في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة.