تسعى المملكة العربية السعودية في إطار حربها وحلفائها في لبنان على المقاومة، إلى تشويه صورة حزب الله واستغلال المدنيين الذين يتعرّضون لاستغلال من المسلحين الإرهابيين في بلدة مضايا، حيث شنّت حملة افتراءات واسعة ضده واتهمته بتجويع المدنيين في محاولة للإساءة إلى دوره الوطني والأخلاقي والإنساني. وادعى رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في تصريح، على حسابه عبر «تويتر»، «أن حصار مضايا هو إعدام مدينة بسيف التجويع»، وسأل: «أين ضمير العالم، بعد شهرين من الحصار ومنع الغذاء والدواء عن 40 ألف مدني في مضايا؟».
وتؤكد مصادر عسكرية لـ«البناء» أن «عدد سكان مضايا حالياً يتراوح بين 8 و14 ألفاً، وهي تعتبر مواقع متقدمة للمسلحين باتجاه دمشق انطلاقاً من الزبداني». ولفتت المصادر إلى «أنه عندما حصل اتفاق الزبداني – الفوعا كفريا رفض المسلحون أن يشمل مضايا بكليتها، كما شمل الزبداني وتم إشراك مضايا بالاتفاق من خلال وقف إطلاق النار وإخراج محدود لجرحى المسلحين وخروج من يرغب من المدنيين مقابل إدخال المساعدات الصحية والغذائية». وأشارت المصادر إلى «أن المسلحين لم ينفذوا الاتفاق بحرفيته ومنعوا تعاون الأهالي مع الصليب الأحمر والأمم المتحدة ووضعوا اليد على المساعدات الموجودة، واتخذوا من المواطنين دروعاً بشرية بمنعهم من الخروج من مضايا». وأكدت المصادر «أن الجيش السوري مستمرّ بالمراقبة الأمنية لمنع إدخال متطلّبات المسلحين كي لا يسمح بنموهم داخل البلدة».
.. والتهويل على حزب الله
ورأت المصادر «أن السعودية وبعد المأزق الذي وقعت فيه لجأت إلى ذريعة استعمال ورقة مضايا للتهويل على حزب الله والإساءة لسمعته، وتناست أن الفوعة وكفريا ونبل والزهراء تعاني أكثر بكثير مما تعاني مضايا»، مشيرة إلى «أن المملكة استعملت مضايا كورقة في سياق المواجهة التي تقودها ضد محور المقاومة»، مشددة على «أن من يتحمّل مسؤولية ما يجري في مضايا هم المسلحون من خلال وضع يدهم على المساعدات ومنعهم الأهالي من الخروج»، مؤكدة «أن قضية المسلحين هي استثمار لوقف إطلاق النار واستثمار الالتفاف الإنساني لإعداد تكوين منظومتهم في مضايا بدلاً عن الزبداني».
ووصفت كتلة الوفاء للمقاومة عقب اجتماعها الأسبوعي النظام السعودي بأنّه «منشأ كلّ ظواهر التكفير والإرهاب»، واضعة جريمة إعدام الشيخ نمر باقر النمر برسم كلّ منظمات حقوق الإنسان في العالم. ونوّهت «الكتلة» بالعملية البطولية للمقاومة الإسلامية في مزارع شبعا، مؤكدة أنها تأتي في سياق تكريس معادلات الردع مع العدو «الإسرائيلي».