رامح حمية-
مع استمرار الطقس العاصف وتساقط الثلوج فوق سلسلة الجبال الشرقية، ازدادت محاولات إرهابيي تنظيمي «داعش» و«تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة» للتسلل من جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع، ما يثير بعضاً من القلق لدى أبناء قرى البقاع الشمالي. إلّا أن نتائج الأيام الماضية أثبتت قدرة مواقع الجيش على كشف عمليات التسلل والتعامل معها بشكل حاسم.
أسئلة عدّة تحوم حول تكثيف محاولات التسلل الجديدة، ولا سيّما بعد صفقة التبادل الأخيرة وتحرير العسكريين المختطفين لدى «النصرة»، عمّا إذا كانت لدى الإرهابيين النيّة والقدرة الجديّة على التسلل ومهاجمة مراكز الجيش والسيطرة على مناطق محاذية للسلسلة الشرقية، أم أن هذه المحاولات تنبع من اليأس الذي تفرضه على الإرهابيين العوامل المناخية القاسية والحصار الذي يفرضه الجيش السوري وحزب الله من الشمال والجنوب والشرق والجيش اللبناني من الغرب؟
أول من أمس، شهدت جرود عرسال في منطقة عقبة الجرد ــ وادي عطا عملية تسلل لمجموعتين مسلحتين، تصدى لهما عناصر فوج التدخل الخامس في الجيش، ودفعوهما للانكفاء باتجاه الجرود. الأمر نفسه تكرّر في محلة وادي رافق في جرود القاع، حيث تصدى الجيش لعملية تسلل وأفشل تقدم المسلحين في اتجاه إحدى النقاط العسكرية. قبلها بأيام، قتل الجيش مسلحاً في وادي عطا في جرود عرسال، وثلاثة في وادي حميد أثناء محاولة تسلل مجموعتهم.
ويبدو واضحاً أن الجيش بعد تحرير العسكريين المختطفين بات له اليد الطولى في الميدان بالردّ على أي محاولة تسلّل، حتى إنه استهدف موكب القيادي في «داعش» أبو جاسم الفليطة بصاروخ موجه أدى إلى مقتله وثلاثة من مرافقيه قبل أسابيع.
ومن وادي الرعيان وسرج حسان في الجهة الجنوبية لبلدة عرسال، مروراً بوادي عطا ووادي حميد وتنيّة الفاكهة وتنيّة الراس، وصولاً الى تلتي أم خالد والحمرا في جرود القاع، تنتشر عشرات النقاط والمواقع للجيش، الذي سعى إلى ربط «الرؤية الجغرافية» بين مواقعه لكشف أي تحرك للمسلحين. كما عمل على إقامة ما يشبه ساتر لمنع تسلل المسلحين وكبح تنفيذ الأعمال الهجومية ضد مواقعه بشكل مبكر. مصادر عسكرية أشارت لـ«الأخبار» الى أن «سائر نقاط الجيش المتقدمة على طول المنطقة الممتدة من جرود عرسال وحتى رأس بعلبك والقاع تتعامل مع أي تسلل بكل جدية، وتخضع اي عملية تسلل للتدقيق والمتابعة الاستخباراتية». ورجّحت أن «أحد الأسباب التي تدفع المسلحين إلى التسلل هو التضييق عليهم في الجرود»، وأن «الثلج يدفع بعضهم إلى التسلل والنزول من الجرد الأعلى إلى الأدنى». وتشير المصادر إلى أن «بعض عمليات التسلل يمكن وضعها في خانة المهمات الاستطلاعية للتعرف إلى مدى قدرة الجيش على الرد والتصدي، أو بقصد الكشف على نقاط وثغَر في حزام الجيش».