Quantcast
Channel: tayyar.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 175427

شابة لبنانية بموهبة إستثنائية

$
0
0


 

رنا اسطيح

 

ماري - جوزيه مطر هو اسم السوبرانو اللبنانية التي بدأت تشقّ طريقها على الساحة الأوبرالية المحليّة والفرنسية، متسلّحةً بخلفية أكاديمية صلبة حصدتها بين جامعات بيروت وباريس ومعاهدهما الموسيقية العالية. مرتكزةً على موهبة ربّانية كريمة، أغدقت على الصوت كساءً من طرب وجمالاً وفضاءات قادرة على التحليق عالياً عالياً، أينما حلّقت النغمات.

 

السوبرانو اللبنانية التي أحيَت يوم الثلثاء الماضي أمسية غنائية كلاسيكية حول المؤلّفين الموسيقيين اللبنانيين في «أوديتوريوم سليم صفير» في مدرسة اللويزة، بدأت مشوارها مع الموسيقى عندما كانت لا تزال في الثامنة مع عمرها، وذلك من خلال انتسابها إلى جوقة الرعية في ضيعتها.

 

بين أعضاء الكورس برزت الصبية الصغيرة صاحبة الصوت الكبير. لم تكن نوتةً أو طبقة عالية تعصى عليها، فلفتت بسرعة انتباه مَن حولها إلى موهبة كانت تتفتّح رويداً رويداً. الشابّة الموهوبة التي تبلغ اليوم الرابعة والعشرين من عمرها تستعيد ذكرياتها مع النوتات الاولى مُبتسمة: كان شابان مسؤولان عن كورس الرعيّة هما شربل القاضي وفادي خليل الذي أصبح اليوم خطيبها.

 

الشابّان كانا يدرسان الموسيقى ويعودان كل يوم بما تعلّماه ليلقّنا الفتاة الصغيرة ويصقلا موهبتها الفطرية. في السابعة عشرة من عمرها دخلت ماري- جوزيه الكونسرفتوار الوطني اللبناني وبدأت بدراسة الموسيقى الغربية والكلاسيكية.

 

بعدها، التحقت بجامعة الروح القدس في الكسليك لتنال إجازة في العلوم الموسيقية. ثم حدثت الصدفة التي شكّلت نقطة التحوّل الأولى في حياتها فالتقت مدرّسة موسيقى رومانية كان استقدمها الأب خليل رحمة إلى لبنان لتقيم محترفاً للغناء.

 

عندما سمعت السوبرانو العالمية Micaela Mingheras صوتها كان أوّل تعليق لها «موهبتك كبيرة. لا يجب أن تبقي هنا». بعدها جاء رأي مساند آخر نزل عليها كالصاعقة على لسان الموسيقي المرموق، الذي يشغل منصب Chef De Chant في أوبرا باريس Denis Dubois، فلم تتردّد في ترك عملها كمدرّسة موسيقى في إحدى المدارس الخاصة، وحجزت أوّل تذكرة سفر إلى باريس لتلتحق بمباراة الدخول إلى «كونسرفتوار باريس الإقليمي».

 

اليوم، تواصل ماري جوزيه مشوارها بين بيروت وباريس راسمة طريقاً سالكاً إلى الأحلام. في حفل يوم الثلثاء في مدرسة سيّدة اللويزة، كانت لها عودة إلى الجذور الموسيقية الأولى فوجّهت بصوتها تحيّةً إلى المؤلّفين اللبنانيين.

 

وتكشف لـ«الجمهورية»: «الفكرة بدأت عندما التقيتُ عازف البيانو جورج دكّاش المسؤول عن كافة النواحي الموسيقية في الرعية المارونية في باريس. كنت أرنّم في كنيسة سيدة لبنان وسمع صوتي وأعجب به. بعدها تكلّمنا ووجدنا أنه يجمعنا حب وإعجاب كبير بعدد من المؤلّفين الموسيقيين اللبنانيين الذين لم تنل أعمالهم الشهرة التي تستحقها.

 

وهكذا ولدت فكرة الحفل الذي كان من المقرّر إقامته بدايةً في باريس في شهر حزيران الماضي، ولكنني لم أستطع أن أتواجد في هذا التاريخ بالذات، ولذلك ارتأينا إقامته في بيروت أوّلاً على أن يعرض لاحقاً في الخارج».

 

وتشرح: «جمع الحفل مقطوعات لعدد كبير من الموسيقيين اللبنانيين، من الذين رحلوا ومن الذين لا يزالون موجودين بيننا، فقدّمنا مقطوعات لأسماء كبيرة مثل جورج باز وبشارة الخوري وتوفيق سكّر الذي يبلغ الرابعة والتسعين من عمره وكان موجوداً في الحفل ليستمع إلى مقطوعات ألّفها. ومن موسيقيي الجيل الجديد أذكر إيّاد كنعان، روكز صقر، جهاد زيدان، إضافةً إلى الأب خليل رحمة والأب فادي طوق.

 

وقد اشتمل الحفل على أشعار لسعيد عقل ولامارتين وسواهما من الشعراء، وتنوّعت اللغات بين العربية والفرنسية واللاتينية كما قدّمنا «أنشودة السلام» للراحل الكبير زكي ناصيف».

 

وتؤكّد: «لدينا مؤلّفات موسيقية لبنانية غاية في الروعة، ونحن مؤمنون بضرورة انتشارها بشكل أوسع. الحفل الأوّل كان في سيّدة اللويزة، وأواخر العام سنقيمه في كنيسة سيّدة لبنان في باريس».

 

وعن طموحها تقول: «أريد أن أغني على مسارح الاوبرا العالمية، لا أحلم بالشهرة أو النجومية، وكل ما أريده هو أن أعيش لحظات الشغف التي تملأني على المسرح والتي تشعرني أنني خُلقت لأكون هنا ولأغني بهذه الطريقة.

 

نحن نسنتخفّ أحياناً بأنفسنا كشرقيين ونقول إنّ هذه الموسيقى ليست لنا وليست من صلب ثقافتنا، ولكنّ الحقيقة أنّ المواهب اللبنانية تبرز في الخارج والخلفية الأكاديمية التي نحصدها في لبنان تؤهّلنا للَعب دور فاعل على الساحة الغربية، وأتمنّى الوصول لأعلى المراكز سواء لي شخصياً أو لزملائي في هذا المجال. ودعونا لا نستخفّ بأنفسنا كشرقيّين، فالأمثلة كثيرة على نجاح لبنانيين في الخارج».


Viewing all articles
Browse latest Browse all 175427

Trending Articles