د. إدكار طرابلسي -
الإرهاب هو نتيجة عمل عنفيّ أو تهديد عنفيّ ماديّ أو جسديّ أو نفسيّ يقصد خلق الرهاب والرعب المكثّف في القلوب، لخلق معادلة دينيَّة أو سياسيَّة أو اقتصاديَّة أو اجتماعيَّة أو ديموغرافيّة جديدة. وقد استخدمت الإرهاب والترهيب، الحركاتُ اليمينيّة واليساريّة والقوميَّة والتحرّريّة والمنظمات الجهاديّة التكفيريّة الإسلاميّة على حدٍّ سواء.
واستخدمَ الإرهاب المنظمّ أيضًا بعضُ الدول أو أجنحة في الحزب الحاكم أو حتّى الحاكم الطاغية تجاه الخصوم الداخليّين والخارجيّين لإخضاعهم والقضاء عليهم. وفي كلّ الأحوال، يستخدم الإرهاب الجريمة والقتل وبالتالي فهو عمل شرّير يجب القضاء عليه ولا يمكن مهادنته والسكوت عنه.
دول تُحارب الإرهاب ودول تدعمه
تتعاون الحكومات والأجهزة الأمنيَّة اليوم للقضاء على الإرهاب المنظمّ العابر للدول والقارات، ولكن تبقى أسئلة مثيرة للجدل من دون أجوبة شافية ومنها: ماذا لو كانت هناك دول تقف خلف الإرهاب وتستخدمه لأغراضها وتخفي حقيقة تورّطها خلف عنوان محاربته؟ وهل يُستخدم الإرهاب العالمي لإخضاع حكومات وللسيطرة على مصادر المعلومات والتحكّم باقتصادات الدول وبأجهزتها الإداريّة والأمنيَّة؟ وهل هناك نيّة حقيقيّة وجديّة للقضاء على الإرهاب من دون تقويته واستخدامه والاستفادة منه لتتميم مقاصد سياسيَّة آنيَّة أو نهائيَّة في أماكن النزاعات أو أماكن أخرى من العالم؟ وماذا لو تحوّل الإرهاب حربًا دينيَّة مفتوحة وضرب في كلّ مكان حتّى لم تبقَ بقعة واحدة في الأرض تهنأ بسلام؟ والسؤال الأخطر، وماذا لو توصّل الإرهابيّون إلى دسّ عملائهم في أماكن استراتيجيّة كالمفاعلات النوويّة أو قواعد الأسلحة النوويّة لتفجيرها ولخلق ذعر عالميّ أبوكاليبسيّ؟
إن مناقشة هذه الأسئلة يجب أن لا تُزيح الدول والشعوب عن الفكرة الأساسية أنّ من واجبهم محاربة الإرهاب وردعه عن قتل الأبرياء وترهيب الجماهير من أجل تحقيق الخير العام والحفاظ على السلم داخل الدول. إن الإرهاب كعمل قتل لا يمكن التعاطف معه ويجب مساندة كلّ من يعمل للقضاء عليه إذ لا يمكن لأحد أن يقبل الإساءة إلى الإنسان والكرامة الإنسانية تحت أيّ مُسمّى.