في ظل انقسام حاد في شأن الحصص الإلزامية لتوزيع طالبي اللجوء على دول الاتحاد الأوروبي، عقد القادة الأوروبيون أمس، قمة طارئة في بروكسيل لمناقشة تشديد الضوابط على الحدود لوقف تدفق المهاجرين ومحاولة الالتفاف على الأزمة بإغراء دول الجوار السوري بمساعدات مالية لتشجيعها على إيوائهم. واعتبر رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك أمس، قبل ساعات من القمة، أن «المسألة الأكثر إلحاحاً التي يتوجب على الأوروبيين تسويتها، هي اعادة ضبط حدودنا الخارجية، وإلا لا معنى للحديث عن سياسة مشتركة للهجرة».
وفي تأكيد لما أعلنه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، عن زيادة المساعدات لدول الجوار السوري لاستيعاب المهاجرين، رأى تاسك أن النزاعات التي تدفع اللاجئين إلى الهرب من بلدانهم، خصوصاً سورية، «لن تتوقف في وقت قريب». وأضاف: «هذا يعني اننا نتحدث عن ملايين اللاجئين المحتملين وليس الآلاف». وأضاف: «إن شركاءنا في حاجة إلى مساعدتنا»، مشيراً إلى البلدان المجاورة لسورية مثل لبنان والأردن وتركيا.
وأورد بيان للقمة أن الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد تلتزم «تلبية الحاجات الملحة للاجئين في المنطقة عبر مساعدة المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي ووكالات أخرى ببليون يورو إضافية على الأقل»، في الدول المجاورة لسورية.
وكان تاسك أوضح أنه سيقترح على المشاركين في القمة «تدابير على المدى القصير» تتضمن مساعدات إلى تركيا والوكالات الإنسانية العاملة في مخيمات اللاجئين.
واستبق رئيس الوزراء الهنغاري القمة باتهام المستشارة الألمانية أنغيلا مركل بـ «الإمبريالية»، قائلاً إنه سيقترح أن تدفع دول الاتحاد مزيداً من الأموال لميزانيته للمساعدة في معالجة أزمة اللاجئين، وأن تسمح اليونان لدول أخرى بالدفاع عن حدودها لإبطاء تدفقهم.
وأعلن رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو، أن بلاده ستتوجه إلى القضاء للطعن بنظام توزيع حصص طالبي اللجوء على دول الاتحاد. وقال: «سنتحرك في اتجاهين: أولاً سنقيم دعوى قضائية في لوكسمبورغ، وثانياً لن ننفذ قرار وزراء الداخلية الأوروبيين» الذي تم التوصل إليه أول من أمس، وأقرّ بغالبية كبيرة توزيع 120 ألف لاجئ على دول الاتحاد.
في المقابل، أكد رئيس وزراء تشيخيا بوغوسلاف سوبوتكا، أنه لن يطعن بنظام الحصص، رغم معارضته له. وقال في بيان: «رغم أنني لا أفضل استخدام نظام الحصص وأرفضه وصوّتنا ضده، فان أوروبا يجب ألا تنقسم بسبب أزمة المهاجرين، ولا أريد تصعيد التوترات أكثر من خلال الطعون القضائية. يمكنك أن تمد الحبل لنقطة معينة بعدها ينقطع».
وقال الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس أمس، إن بلاده تستطيع استيعاب عدد اللاجئين المخصص لها وفقاً لخطة الاتحاد الأوروبي، لكنه أسف للموافقة على فكرة الحصص الإلزامية بالتصويت بغالبية وليس بالمفاوضات، وذلك بعد تصويت بلاده إلى جانب تشيخيا وهنغاريا وسلوفاكيا ضد توزيع اللاجئين على دول الاتحاد خلال اجتماع وزراء الداخلية. وقال يوهانيس إن الحصص الإلزامية ليست حلاً لأزمة اللاجئين في أورروبا. وأضاف: «القرار اتُخذ. أعلم أن دولاً أخرى تعتزم الطعن على القرار لكننا سننتظر لنرى النتيجة».
↧
حل أوروبي لأزمة اللاجئين يعرض «إغراءات» لدول الجوار السوري
↧