Quantcast
Channel: tayyar.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 170521

خروج القطيع التكفيري عن مساره

$
0
0


عيسى بو عيسى -
تطفو على الساحة المحلية جملة من التساؤلات تتخذ طابعاً أمنياً وامكانية تدهور الأوضاع الداخلية نحو الأسوأ من جهة الاخلال بالوضع الأمني على سبيل التحديد، ومؤشر هذه التساؤلات يعود الى عدة امور برزت خلال الاسبوعين الاخيرين حيث يحدد البعض هذه المدة لحدوث امور خارجة عن نطاق المظلة الامنية التي يتمتع بها لبنان منذ خمس سنوات لخطة اندلاع الاحداث الامنية في سوريا، وتعتبر اوساط وزارية الاسباب التالية لامكانية حصول عمليات امنية وفق التالي:
 
- أولا: اكتشاف خلايا ارهابية من النوع الثقيل الذي يحمل رؤوساً ارهابية كبيرة لا تقل اجراماً عن التي تم اعتقالها في مرحلة سابقة وتخص هذه الاوساط اعتقال كبير الارهابيين امير «داعش» في عرسال ابراهيم قاسم الاطرش الملقب «ابو المعتصم» وهو متورط بانفجار الرويس في الضاحية الجنوبية، كما ان القاء القبض على خلية من الشمال ترتبط بـ«داعش»، كل هذا يدل على ان الخلايا النائمة موجودة في البلاد وبشكل مكثف وهي تنتظر التوقيت المناسب لتعميم الفوضى في الساحة الداخلية، من هنا فان هذه الاوساط تتخوف من وجود مثيلات لهذه المنظمات على شكل تنظيمات صغيرة تحمل اسماء اسلامية من فوق واهدافاً تخريبية من تحت، وبالرغم من يقظة القوى الامنية والتنسيق فيما بينها بشكل دائم ومستمر إلا ان الخلافات السياسية المستفحلة في البلاد تفسح في المجال لدخول الارهاب من هذا الباب بالذات.
 
- ثانياً: لا ريب ان اعتقال بعض المتظاهرين من قبل الامن العام خصوصاً الذين كتبوا شعارات مسيئة على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري يعطي فكرة واضحة لهذه الاوساط التي تعتبر ان ملعب الحراك يمكن الدخول من خلاله الى مسألة توتير الامن في لبنان، ولا يمكن للدولة ان توقف هذه الاعتصامات والمظاهرات على خلفية الاعتقاد ان الجميع هم على هذه الصورة ولكن توسع هذه الصورة من ساحتي الشهداء ورياض الصلح يسمح ضمن الفوضى التي تحصل في كل اعتصام بدخول عناصر مندسة بشكل حقيقي وهي ارهابية كما ظهر في التحقيقات الاولية، وهذا في الدرجة الاولى يتطلب وعياً ودقة في تنظيم هذا الحراك كي لا يشكل منطلقاً لايقاظ الفتنة او اعمال التخريب والاغتيالات، وتدعو هذه الاوساط الى التعاون بين رؤوس المتظاهرين والقوى الامنية حول هذه الظاهرة بالذات للحؤول دون ضرب المطالب المعيشية المحقة بالنوايا الارهابية.
 
ثالثاً: لا شك ان احداث مخيم عين الحلوة شبه اليومية بين الفصائل المتناحرة تنظر اليها الاجهزة الامنية بشكل يؤشر الى تصاعد العنف في داخل المخيم ومحيطه نظراً لتواجد قوى متطرفة امثال جند الشام وفتح الاسلام بشكل قوي بحيث باءت محاولات حركة فتح كبرى المنظمات الفلسطينية بالسيطرة على الاوضاع بل ان العكس صحيح حين تبين لفتح ان هذه العناصر المتطرفة تملك اسلحة وعتاد وعناصر بشرية باستطاعتها الهجوم وليس الدفاع عن مناطق نفوذها.
 
من هنا برز تخوف هذه الاوساط من استعمال المخيم خلال الاسبوعين المقبلين لتنفيذ اجندة معنية بواسطة العنف والارهاب مما يضع اهالي مدينة صيدا وحارة صيدا وبلدة المية ومية تحت ضغط الاعمال التفجيرية بالرغم من المراقبة الدقيقة لفرع مخابرات الجيش في الجنوب لاوضاع المخيم ومحيطه ونسج علاقات مع الفلسطينيين الذين لا يريدون شراً لا بأهاليهم ولا في جوانب عين الحلوة، إلا ان ارتباط الجماعات المتطرفة في الداخل بتنظيمات ارهابية في سوريا يجعل الامور اكثر تعقيداً ويفتح المجال لكوة أكبر من النار جغرافياً وميدانياً خصوصاً ان الدولة اللبنانية لا قدرة عسكرية لديها داخل المخيم الفلسطيني الأكبر في لبنان.
 
رابعاً: جمود عملية تبادل المخطوفين العسكريين اللبنانيين المحتجزين لدى «جبهة النصرة» منذ اكثر من سنة حيث تبدو «النصرة» محتفظة بهم كورقة ضغط على الجانب اللبناني الذي أكمل كافة خطواته في هذا المجال، وتسأل هذه الاوساط على ابواب الشتاء التالي: من يضمن اعتماد «جبهة النصرة» الارهابية العسكريين ليس كدروع فقط انما للمطالبة بالمواد التموينية والمحروقات خصوصاً انها تعتبر ان الدولة اللبنانية لن تبادر الى شن هجوم عسكري لانقاذ المختطفين مما يؤكد المعلومات المتواترة حول خروج القطيع التكفيري عن قطيعه والعمل بموجب الاوامر المحلية المصدر وهذا ما يعقد الامور بشكل كبير على خلفية إصرار المنظمة على شن حرب في الداخل.

Viewing all articles
Browse latest Browse all 170521

Trending Articles