بلال شرارة -
ليس هناك أدنى شك أنّ «إسرائيل» تتربّص بنا الدوائر وهي تستعدّ وتستعدّ وتعرف أنها ستنال «جوائز ترضية» أميركية على حساب المسألة السورية والمقاومة في لبنان.
المصادر «الإسرائيلية» التي لا ترى في «داعش الإسلامي» خطراً بحسب رأي افرايم عنبار أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار إيلان، وترى أيضاً أنّ داعش غير كافٍ لاستكمال تفكيك سورية والعراق وإلهاء الجيشين السوري والعراقي في حروب صغيرة وإبعاد الأفكار المتعلقة باعتبار «إسرائيل» العدو المركزي وفلسطين قضية العرب الأولى.
هي «إسرائيل» تريدنا دويلات وفيدراليات. «إسرائيليات» تدور في فلك «إسرائيل» الدولة اليهودية ولا يهمّها أن تنشأ دولة درزية هنا ودولة سنية هناك ودولة شيعية هنا أو هناك، ما يهمّها أنّ حدود تلك «الإسرائيليات» مفتوحة على مشكلات مذهبية أو عرقية مستيقظة أو نائمة، فيما تواصل هي تهجير المسيحيين من فلسطين ومن القدس بصفة خاصة وقد وضع الداعشيون الإسلاميون والقاعدة وكلّ المسمّيات المعروفة المسيحيين في سورية والعراق وقبلهما مصر أمام الإحراج والإخراج وصار الإرهاب بالتهجير سمة معروفة.
اليوم نقف أمام أسابيع قليلة تفصل أميركا و»إسرائيل» عن انتاج نظام دفاع جوي باسم «مقالع داوود».
واليوم تفصلنا أسابيع قليلة عن المناورات «الإسرائيلية» الأخيرة والتي نظمت سيناريو عملياتي ضمّ ألوية النخبة، ومنها الفرقة 162 ولواء ناحال واللواء 401، وهدفت المناورات التي أجريت على مستوى الدولة الى إثبات جاهزية «إسرائيل» على جبهة الشمال السورية اللبنانية بصفة خاصة.
«إسرائيل» تستعدّ لعمل استباقي تستثمر فيه انشغال حزب الله وحلفاء سورية في سورية، ذلك لأنّ «إسرائيل» ترى أنّ المقاومين اللبنانيين يكتسبون خبرات كثيرة ويجيدون استعمال أسلحة ومنظومات دفاع وحرب حديثة، وهذا الأمر يشكل تحدياً بارزاً للجيش «الإسرائيلي».
و»إسرائيل» تتحضّر للحرب في الآن نفسه على جبهة غزة، أيّ أنّ الحرب ستكون شاملة، وأنّ جيش العدو سيتحرك عبر وسائل في مسارات هجومية حيث يولى قادة العدو الوسائل الهجومية أولوية بهدف تقليص نيران المقاومة على خطوط الدفاع وقطع الطريق على أية عملية توغل للمقاومة، أيّ أننا سنكون أمام حرب برية كبيرة بعكس حرب عام 2006 تتوغل خلالها قوات العدو داخل لبنان وعلى جبهة الجولان وصولاً الى قطع طريق الشام وصعوداً الى السلسلة الشرقية من ناحية سورية لضرب إنجازات المقاومة في الجرود الشرقية والقلمون.
بحسب المراقبة لصورة الحركة «الإسرائيلية» ومصادر المقاومة فإنّ الحرب القادمة… قادمة ولا يمكن طيّها أو تجاهل أنها ستقع في اللحظة المناسبة «إسرائيلياً»، وكذلك لمنع تثمير الاتفاق النووي الإيراني ودول 5+1 لبنانياً على المستوى السياسي ودعم المقاومة وكذلك سورياً لدعم النظام.
اليوم أين نحن من الغد؟
هل ترانا نبصر الأخطار القادمة؟
لعلي أخاف أكثر من اللازم لكنه الحذر، يلازمني منذ الولادة وقد تعلّمت أنّ سوء الظن من حسن الفطن، كيف لا والعدو «الإسرائيلي» يمكر كلّ يوم؟