Clik here to view.

اسكندر شاهين -
الاشتباكات الاخيرة في مخيم «عين الحلوة» بين حركة «فتح» من جهة والفصائل التكفيرية من جهة اخرى، وفي طليعتها تنظيم «الشباب المسلم» وهو خليط غامض من «فتح الاسلام» و«جند الشام» و«كتائب عبد الله عزام» ومشتقات «القاعدة» لم تتعد اطار الاستطلاع بالنار من قبل التكفيريين لجس النبض الفتحاوي داخل المخيم ومدى الشرخ بين قادة «فتح» التابعين للسلطة الفلسطينية وجماعة القيادي الفلسطيني المفصول محمد دحلان والتي يشرف على قيادتها محمود عيسى الملقب «باللينو» والذي لولا تحركه عسكريا لنجح التكفيريون في قضم مربعات اخرى خاضعة من حيث المبدأ لفتح، في مخطط يجهد التكفيريون لتنفيذه ويقضي بالسيطرة على «عين الحلوة» تمهيدا لاعلانه جزءا من «دولة الخلافة في العراق والشام» وفق اوساط ميدانية فلسطينية ضليعة في ايقاع المخيم الدامي.
ولم تكد فاعليات المخيم واللجنة الامنية تنجح بالوصول الى وقف لاطلاق النار بين الطرفين حتى انفجر «ليل القنابل» في «عين الحلوة» كرسائل انذار للفتحاويين وسكان المخيم ان «الشباب المسلم» مستمر في تحقيق مخطط رسم بعناية للسيطرة على المخيم بترهيب كل من يخالفه في عقيدته «الداعشية» تضيف الاوساط، وفي طليعة هؤلاء «اللينو» الذي سبق واعلن ان دماء بلال بدر مهدورة مع كافة مناصريه والذين يسعون الى تحويل المخيم المذكور الى «نهر بارد» آخر تحت شعار قيام «الامارة الاسلامية» على غرار ما فعله شاكر العبسي عام 2007 ما ادى الى تدمير المخيم ليعيش سكانه مأساة نزوح الى بقية المخيمات الفلسطينية في لبنان.
وتضيف الاوساط ان مشكلة الشتات الفلسطيني تكمن في ان القيمين عليه من فصائل وتنظيمات لم تتعلم درسا واحد من مأسيها ربما لانه ليس لدى الشتات ما يخسره بعد خسارته فلسطين الوطن الام، اضافة الى ان الثورة الفلسطينية في بعض وجوهها تحولت الى «بندقية للايجار» وفق الكاتب البريطاني باتريك سيل في كتابه الشهير «ابو نضال.... بندقية للايجار» وقد تجسد ذلك في المجريات السورية حيث غرقت الفصائل الفلسطينية في الوحل السوري في مخيمات «اليرموك» «والسبينة» و«الرمل الجنوبي» وقتالها تحت راية «داعش» بعدما نقلت «حماس» بندقيتها من كتف الى اخرى، فردت جميل دمشق لها بشكل يندى له الجبين، في وقت كانت لها حاضنة يوم وسمها الغرب
وحمت كوادرها وفي طليعتهم خالد مشعل الباحث عن ثروات في الخليج على حساب الكينونة الفلسطينية.
وتشير الاوساط الى ان المجريات «في عين الحلوة » نسخة مطابقة لما حصل في «اليرموك» الدمشقي الذي نزح معظم سكانه الى المخيمات الفلسطينية في لبنان وبات مقاتلوه يشكلون عصبا قويا للمجموعات التكفيرية في «عين الحلوة» في معاركها المستدامة مع «فتح» الا ان اللافت وفق المعلومات دخول بعض الدعاة من «شرعيي داعش» الى المخيم وطلبهم «البيعة» لدولة الخلافة بالاقناع والا فالقوة حيث بايع معظم من كان منضويا تحت راية «جبهة النصرة» ابو بكر البغدادي على السمع والطاعة.
وفي ظل هذه المستجدات وغياب المحسوبين على السلطة الفلسطينية عن السمع «لسبب في نفس يعقوب» وفق الاوساط المذكورة فان مخابرات خليجية توجست مما يحاك في «عين الحلوة» فدفعت بدحلان الى ارسال وفد فلسطيني ضم كلا من: سمير مشهراوي وخالد غزال وادوار كتورة «واللينو» لمعالجة الوضع قبل الانتحار الجماعي للمخيم حيث التقى هؤلاء قيادات «حماس» علي بركة وموسى ابو مرزوق واحمد عبد الهادي في فندق «الماريوت» الخميس الفائت للبحث في الاوضاع كما اجتماع موفدو دحلان بالقيادي في «الجهاد الاسلامي» مروان شلح، الا ان النتائج كانت «سررناكم بكلام وسررتمونا بكلام» مع غياب كلي «لفتح» ما يشير الى ان هذا الغياب يحمل في مضامينه الكثير من علامات الاستفهام حول موقف السلطة الفلسطينية الحقيقي من مجريات «عين الحلوة»، وسط معلومات تؤكد ان «داعش» قررت خطف المخيم واقامة موطئ قدم لدولة الخلافة من البوابة «الجنوبية لاصابة اكثر من عصفورين بحجر، وفي طليعة المخطط اشعال الجنوب من بوابته بهدف ارباك «حزب الله» والقوى الامنية.