عباد زوين-
قام نواب حريريون في البرلمان اللبناني، بتقديم سوأل نيابي موجه للوزير جبران باسيل، حول وضع الكهرباء، مدعين أنهم إكتشفوا مخالفات "إرتكبها" الوزير باسيل. و تحدثوا كمن يغار على المال العام،و هذه قمة السخرية.
من بين هؤلاء الثلاثة كان النائب جمال الجراح، عم زياد الجراح التكفيري الإنتحاري، الذي شارك بالهجوم على برجي نيويورك في 11 أيلول . و قد سبق للجراح و تهجم على مدير عام وزارة المال ألان بيفاني، في إحدى جلسات لجنة المال و الموازنة النيابية، فاتهمه بالتقصير. فما كان من السيد بيفاني إلا أن فتح ملفه و بدأ يقدم الوثائق، التي تكشف فضيحة ممارسة وزراء المال الحريريين .
فلما أخرج المدير بيفاني أول وثيقتين، أدرك الجراح أنه وقع في الحفرة التي حفرها، فطلب تجاوز الموضوع و الذهاب إلى موضوع آخر. غير أن رئيس لجنة المال و الموازنة النائب إبراهيم كنعان أصر على متابعة الموضوع، فكشف السيد بيفاني مجموعة من الوثائق و المراسلات التي تدين وزراء المال الحريريين، الذين منعوا، تباعا، المدير العام من ممارسة قسم هام من صلاحياته، خاصة فيما يتعلق بإعداد موازنة الدولة، و بعض العمليات المالية الأخرى. و هذه سابقة خطيرة في الإدارة اللبنانية.. و كان تعليق العارفين أن الوثائق الفضيحة "مسَحت الأرض" بالنائب الجراح.
اليوم أيضا يكلف الجراح بطرح سؤال أشد سخافة من سؤاله في لجنة المال، لماذا. أتراه مصاب بمرض المازوشية، حتى يقحم نفسه في موضوع مكشوف سيعرضه للسخرية مرة ثانية؟
زمن رئاسة رفيق الحريري للحكومة أنشأت شركتا الخليوي.يومها، دفع كل مشترك بخط خليوي مبلغ 500 دولار أميركي بدل إشتراك، مما شكل دعامة كبرى لرأسمال الشركتين. فأين أصبحت تلك ال 500 دولار الفردية التي دفعها الآف المشتركين؟ و لماذا لا يستطيع أصحابها إستردادها؟ لما تبين للرئيس لحود وجود إجحاف بحق الدولة اللبنانية، في عقدي شركتي الخليوي، توجه باللوم لرفيق الحريري، كونه كان وراء تأسيسهما، ف "غضب" الحريري، و في اليوم التالي، ألغى إتفاق الشركتين، قبل إنتهاء العقد بثلاثة أشهر. مع علمه التام بوجود بند جزائي في العقد يجبر الدولة على دفع تعويض للشركتين، في حال ألغت الدولة العقد، قبل إنتهاء مدته. و هكذا جعل رفيق الحريري الخزينة اللبنانية تدفع 700 مليون دولار تعويضا للشركتين.
لماذا لم ينتظر رفيق الحريري مرور الثلاثة أشهر الباقية؟ وهل كانت خسارة الدولة اللبنانية في الثلاثة أشهر لتبلغ عشر ال 700 مليون دولار؟إذن، من هو المستفيد الحقيقي من هذه، ال 700 مليون دولار؟و ما هي حصته؟ وهل كان هذا التصرف دعما للخزينة أم هدرا لمالها؟ وهل كان هذا المبلغ لتخفيف أم لزيادة عبء الدين العام؟ أتظنون أنكم بهكذا سوأل تستطيعون التغطية عل فضائح جماعتكم المكشوفة في كتاب الإبراء المستحيل؟هذه الجعجعة لن تعطي طحينا. فكونوا نوابا لا نوائبا؟