Quantcast
Channel: tayyar.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 170260

محاولة إثارة الفتنة في السويداء: الهدف درعا

$
0
0


حسان الحسن- الثبات-

تؤكد مصادر سورية واسعة الاطلاع، أن الهدف من عملية اغتيال الشيخ وحيد البلعوس، الذي اشتهر بإطلاق مواقف معارضة للدولة السورية، كذلك تفجير عبوة ناسفة أمام مشفى السويداء، بتكليف من "الجيش الحر" وغرفة "موك" في الأردن، هو إشعال فتنة في السويداء، وقلب الرأي العام الدرزي ضد الدولة، علّها تسهم في إسقاط درعا المجاورة في أيدي المجموعات المسلحة، إذ لا يمكن لهذه المجموعات السيطرة على الأخيرة، إلا عبر استهداف صمود السويداء.

كذلك، يحاول العدو "الإسرائيلي" بدوره "إعطاء سمة" للموحدين في سورية؛ أنهم كبعض دروز فلسطين المحتلة، أو أنصار النائب وليد جنبلاط، أي يعقدون "تحالفات الضرورة" مع أي كان، في سبيل البقاء في الأرض، كما فعل "بيك المختارة".

ففي بداية الحرب كان جزءاً من الجبهة "التقدمية"، ثم حين استشهد والده انتقم من المسيحيين في المنطقة، بالرغم من أنه كان يدرك تماماً أنهم أبرياء من دم أبيه، وقد اعترف بهذا فيما بعد، ثم ما لبث أن تحالف وقدم التسهيلات للجيش "الإسرائيلي" حين احتل الأخير الجبل، وحين انسحب "الإسرائيليون" تاركين المنطقة ليسودها الخراب والاقتتال تحالف مع سورية، التي ثبّتت وجوده في "حرب الجبل"، يوم صدّ الجيش السوري وحلفاؤه هجوم "القوات اللبنانية" على معاقل الحزب التقدمي الاشتراكي في منطقتي عاليه والشوف في العام 1983، ثم عززت دمشق الحضور الجنبلاطي في مؤسسات الدولة اللبنانية، خصوصاً في المجلس النيابي، من خلال إقرار قانون انتخابي في العام 1992، قسّمت بموجبه محافظة جبل لبنان بمفردها إلى أقضية، ثم عاد بعدها وتحالف مع "أعداء الأمس"، وأعلن العداء على سورية وقيادتها غداة انسحاب جيشها من لبنان، كل ذلك في سبيل تأمين مصالحه السياسية والانتخابية، والمالية أيضاً.

لاريب أن واقع مؤيدي جنبلاط وبعض دروز فلسطين المحتلة الذين انخرطوا في "الجيش الإسرائيلي"، لا ينطبق على الموحّدين في الجارة الأقرب، فهم مكوّن رئيسي من المجتمع، وعنصر سيادي في رسم الكيان السوري الراهن، ولهم باع طويل في محاربة الغزاة والدخلاء، فهم من قادوا الثورة السورية على الاستعمار، وقد أُسندت قيادتها إلى سلطان باشا الأطرش في العام 1925.

واستمرت تضحيات الموحّدين، حيث شاركوا بفاعلية في حرب تشرين ضد العدو "الإسرائيلي" في العام 1973، وقدّموا آنذاك كوكبة كبيرة من الشهداء في سبيل تحرير أرضهم، وهاهم يقفون إلى جانب جيشهم في مواجهة الإرهاب والتكفير، وتجلّت مؤخراً أبرز محطاتهم البطولية في الدفاع عن مطار "الثعلة" في جبل العرب، حيث صدوا إلى جانب القوات المسلحة الهجوم التكفيري على القاعدة الجوية، فكان بمنزلة الرد الأول على دعوة "إسرائيل" الاحتوائية لموحّدي سورية.

يذكر أيضاً أن دروز الجولان يرفضون حمل الجنسية "الإسرائيلية"، رغم معاناتهم على امتداد نحو نصف قرن، ويؤكدون في كل مناسبة اعتزازهم بوطنهم وقياتهم.

بناء على ما تقدّم، يمكن القول إن محاولة إثارة الفتنة التي يستمر البعض في محاولة إشعالها بين الدروز وأبناء وطنهم لن تمرّ، فالدروز يدركون - قبل سواهم - أن الرابح من تلك الفتنة سيكون المنظمات الإرهابية التي تكفّر الدروز وتحلل دمهم ونساءهم، ونجاح الفتنة اليوم سيجعل من السويداء رقة ثانية.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 170260

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>