- نضال حمادة -
تعيش بلدتا الفوعة وكفريا السوريتان، في ريف ادلب الشمالي الغربي، حالة حصار خانقة منذ ثمانية أشهر، بعدما سيطر مسلحو "النصرة" وتنظيم "احرار الشام" مع بعض الفصائل التكفيرية الاخرى، والمكونة لميليشيات "جيش الفتح"، على مدينة إدلب وكامل الريف المحيط بالمدينة، ما وضع قرابة اربعين الف مدني سوري في البلدتين ضمن حصار شامل، وتحت رحمة قذائف الموت ومدافع جهنم التي تطلق يوميا بمعدلات فاقت مستوى القصف في مناطق الاشتباك في سوريا كلها، حيث سقط الاسبوع الماضي وحده على الفوعة وكفريا ما يقارب الفي قذيفة مدفعية من عيارات 130 و155 وجرة غاز وقذائف هاون بكافة العيارات.
مصادر من داخل مدينة الفوعة المحاصرة، قالت في حديث لموقع "العهد الاخباري"، ان فشل اتفاق التسوية حول البلدتين تتحمل مسؤوليته بالدرجة الاولى دولة قطر، وأضافت المصادر العليمة بالمفاوضات ومسارها ان القطريين ضغطوا على جماعات ممولة لها في ميليشيا احرار الشام التكفيرية، لإفشال الاتفاق، مؤكدة ان الامور كانت في خواتيمها الصحيحة عندما افشلت ميليشا أحرار الشام المفاوضات بضغوط قطرية.
جندي سوري
الضغوط القطرية المعرقلة ليست وحدها في الساحة، فوفق المصادر هناك دور تركي معطل بطريقة غير مباشرة، حيث ان الاتراك اتوا الى طاولة التفاوض رغما عنهم، ويبدو من تصرفاتهم انهم يريدون استخدام المدنيين في البلدتين للابتزاز والمساومة، وربما ينتظر كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه أحمد داود أوغلو الانتخابات المبكرة في تركيا، والتي من المقرر أن تجري بداية تشرين ثاني/نوفمبر المقبل، ليحددوا سياستهم المستقبلية في الشمال السوري، ومن ضمنها الفوعة وكفريا على ضوء نتائج هذه الانتخابات، التي من الممكن ان تدفع بالثنائي اردوغان - اوغلو للمزايدة على "داعش" في تطرفها، في حال لم تأت نتائج الانتخابات بما يطمح به حزب العدالة والتنمية.
الوضع في الميدان
المصادر ذاتها أوضحت ان استراتيجية ميليشا جيش الفتح تتلخص حاليا ، بالتقدم الى الطريق الواصل بين كفريا والفوعة والسيطرة عليها، كمرحلة اولى، وأضافت أن الهجومين اللذين حصلا خلال الايام الاربعة الماضية، استهدفا تل الخربة الاستراتيجي المشرف على الطريق، في محاولة للسيطرة عليه ناريا، غير انهما انتهيا بهزيمة كبيرة لاحرار
الشام وميلشيا الفتح
وفي هجوم يوم الخميس تدخل الطيران السوري اكثر من مرة وشن اثنتي عشرة غارة على مواقع المسلحين، حسب ما ذكرت المصادر، فيما تولى المقاتلون المدافعون عن الفوعة وكفريا ، تدمير مربضي مدفعين في مبنى البراد الذي يشكل خط تماس مع تلة الخربة.
ولم يختلف مشهد الهزيمة يوم السبت، حيث شنت ميليشيا احرار الشام هجوما هو الاعنف منذ بدء الحصار فاشتعلت خطوط التماس من شلخ حتى معرتمصرين، وكان تدخل الطيران السوري فعالا وحقق اصابات كبيرة ودقيقة بخطوط امداد جيش الفتح عند مزارع بنش وتجمعاتهم في مزارع بروما، وتمكَّن المدافعون عن الفوعة وكفريا من تدمير ثلاث دبابات واسر رابعة مع قائدها، تابعت المصادر.
تبادل أسرى
ورغم اشتداد وتيرة القتال حول البلدتين المحاصرتين، فقد تمت عملية تبادل للأسرى يوم الخميس الماضي خرج على اثرها ثلاثة من المسلحين من بينهم والد مصطفى سميع الملقب بـ"الإحم"(المسؤول العسكري السابق في تنظيم اجناد الشام في بنش والذي قتل في معارك جرت في مزارع بروما بين الجماعات التكفيرية والمدافعين عن الفوعة وكفريا في شهر شباط الماضي) فيما أفرجت جماعة جيش الفتح عن بعض المدنيين المختطفين لديها من البلدتين.