هي ساحة رياض الصلح التي سمعت في التاسع من تموز صوت اقدام عشرات الشبان من التيار الوطني الحرّ في حركة احتجاجية على مصادرة الحقوق المسيحية وتجاوز الدستور وتجاهل القوانين.
في ذاك اليوم كان هؤلاء الشبان مطوقين من قبل عناصر الجيش اللبناني، وكانت الاوامر واضحة: ممنوع ان يقترب العونيون من السراي الحكومي. اتهم البرتقاليون في حينها في بيان المؤسسة العسكرية أنهم اجتازوا السياج الذي وضع في محيط السراي الحكومي. حصلت المواجهة مع الجيش الذي قيل أنه ينفّذ أوامر أعطيت له الا ان الاهم في بيان المؤسسة تمثل في الاعلان الواضح ان هدف الاخير حماية المؤسسات الدستورية والممتلكات العامة والخاصة وسلامة المواطنين الى جانب تأمين حرية التعبير لدى جميع اللبنانيين في اطار القوانين .
ايام مضت على هذا التحرك وفي ال22 من تموز مع تزايد الكلام عن تحرك عوني جديد في الشارع خرج مصدر عسكري رفيع مؤكدا عدم السماح بتاتا بقطعِ الطرق والتعَدّي على أملاك الناس، واعتباره السراي الحكومي وسائر مؤسسات الدولة خطّاً أحمر .
خط احمر رسمه قهوجي بوجه التيار وتخطاه امام المشاغبين فالساحة عينُها التي شهدت تظاهرة تجمّع طلعت ريحتكم الأحد، التي تحوّلت من سلمية الى فوضوية بسبب بعض مثيري الشغب. لم تلحظ اثرا لاي عنصر من الجيش باستثناء عناصر شرطة مجلس النواب الذين يرتدون الزي العسكري، بالرغم من أن هؤلاء المشاغبين حاولوا مرارًا سحب السياج الشائك، وشتموا القوى الأمنية، ورمَوها بكل ما توفّر بين أيديهم.
وهنا سؤال بديهي يطرح: لماذا أُرسل الجيش اللبناني عمدًا لمواجهة تظاهرة التيار الوطني الحر؟ وأين تكمن القطبة السياسية المخفية التي حالت دون تواجد عناصر المؤسسة العسكرية في وجه الشغب المتعمّد في تظاهرة الأحد.
الجيش الذي غاب السبت والاحد حضر بكلام اطلقه قائدُه الاثنين بعد تفقده فوج التدخل الثالث في بيروت مشددا على عدم التهاون مع المخلين بالامن او المندسين بين المتظاهرين الذين يسعون الى حرف التظاهرات السلمية عن مسارها ومطالبها المشروعة، ،كلام مكتوب غاب كليا عن الواقع المنكوب طيلة يومي الشغب