Quantcast
Viewing all articles
Browse latest Browse all 174844

بأقدامهم يملؤون الفراغ، و يقترعون ! (د. حنا الحاج)

Image may be NSFW.
Clik here to view.


يوم تتسلط النفوسُ المُنحَرِفة، والعقولُ المريضة، ويوم تُعمَّمُ ثقافة الفسادِ، وتنتشرُ مصطلحاتُ الاحباط ويُروَّجُ لليَأس والتيْئيس، وتعمُّ الجريمة وتسود الفوضى المنظَّمة، ويجوع الشعبُ، وتغيبَ القوانينُ وتحكمُ الكيديَّة... يُصبحُ الوطنُ لقمة سائغة لابليس ونسله، و بطانته من المقاولين وتجار المناقصات، وسماسرة المرافىء والمرافق، الذين يعيثون في الارض فساداً غير مسبوق.

والمفارقة أنَّ هذا الشذوذ يتم برعاية وشراكة معظم المسؤولين، تسهيلاً لعمليات البيع والشراء، واستدراج العروض والهدف ضرب الصيغة والميثاق، وإفراغ لبنان من أبنائه الاصليين، لاسيما المسيحيين منهم، واستبدالهم بجحافل اللاجئين والنازحين من فلسطينيين وسوريين وغيرهم من متعددي الجنسيات، ودائماً باسم الانسانية والاخوة وحسن الجوار...، لتفتح الستارة على وطن آخر لا يشبه لبنان بشيء !

مجرمون يبحثون عن ضحية جديدة، تُوزَّعُ جوائزَ ترضيةٍ، لتنسي العالم فظاعة جرائمهم، وما ارتكبت أيديهم من مآسٍ و إبادات .


خريجو معاهد الاحتلال والوصاية والتبعية، فاقوا ألاسياد إمتيازاً. فكيف لهم أن يقيموا العدل، ويبنوا مواطنين يتساوون في الحقوق والواجبات ؟ كيف لهم أن يصونوا مؤسسات الدولة، ويقضوا على ثقافة الاقطاع، والزبائنية، والطائفية، وهي مصدر رزقهم وثرواتهم ونفوذهم؟

ثم َّ تسألون عن المخاطر التي تهدِّد لبنان، والتي لم نستشعر مثيلاً لها، حتى في ذروة حرب الغرباء على أرضنا.

واذا كان المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين، فماذا عنَّا وقد لدغنا مراراً وصدقنا أن دولة الطائف هي حامية أمننا وحقوقنا ومستقبلنا، فكانت الطامة الكبرى، دولة جيء بها، لتكمل ما عجز عنه الآخرون، إفقار الشعب وإنهاكه، وتقاسمه طائفياً، ومذهبياً، ومناطقياً، ليسهل ترويضه وامتطاءه.

دولة الطائف طبْعَة منقحة جديدة عن ميليشيات الامس وبلطجيتها، فلا هي حامية أو راعية، ولا هي دولة حق أو قانون. فماذا تركت لنا غير الويلات والمصائب ؟

المسيحيون، أو من خدع منهم، كما خدع غيرهم، يوم لبوا دعوة الدخول الى فرح جنَّة الطائف، وشكروا الاولياء على مكرماتهم، ها هم اليوم يورِّثون شعبهم الخيبة و التهميش والتنكيل وسلب الحقوق، وذمية، لا تقل قبحاً، و ظلماً، وتخلفاً، وقهرا، وذلاً عن تلك التي عاشها ألاجداد في أحلك العصور الظلامية !

و ها نحن اليوم نجد أنفسنا أمام عثمانيين جدد، وإن تجرأ أحدنا ورفع الصوت مطالباً بالحقوق الدستورية والقانونية، وحماية الهوية الوطنية والتراث والثقافة، أصبح طائفيا، منبوذاً أمام أئمة العلمانية وملائكتها ! أو إتهم بالعنصرية اذا ما حذَّر من تدفق اللاجئين والنازحين من سوريين وغيرهم ... ثم تعطى التعليمات لالغائه ولو إقتضى الامر إلغاء الوطن كلِّه !

فجَّارُ الهيكلِ وتجَّارُه، عّرْبدوا ما شئتم ، فلن تخيفوا أبطالاً قدموا الشهداء جسر عبور الى دولة الحق، انفثوا سمومكم وألاحقاد فتكتمل سوريالية نفاياتكم على امتداد الوطن .

ما همنا، وشباب فخر الدين، يملؤون ساحات الشرف، يرفضون الذل، من أجل الكرامة، وهي عندهم أغلى من الحياة. للفجَّار والتجَّار، نقول أبشروا، فلبنان باقٍ وأنتم الى زوال. أعدوا أكاليل الغار، وأفسحوا الصدارة لفسيفساء الشرف والبطولة، لوحة تزيِّنُ صخورَ نهر الكلب، لوحة كتبها شباب التيار الوطني الحر، بحبر البطولة والايمان!

التيار الوطني الحر، بعونه ورجاله، ضوء ينير طريق الخلاص، وطنيون ثابتون، أحرار مؤمنون، لن يعدموا وسيلة نضال ، وان حرموا حقهم في الاقتراع، فباقدامهم يقترعون، وبعزمهم يصححون؛ وتسألون لماذا يرمونهم بحجارة أحقادهم، وبسهامهم المسمومة؟!

شباب التيار الوطني الحر، بثباتكم، والتزامكم ، وعزمكم، وايمانكم تبنون ، تباركون وتناضلون من أجل لبنان، ومهما دمروا وأفسدوا وتآمروا، فأنتم الغالبون!

ما همكم، فالانبياء قبلكم رجموا، واحتقروا، وصلبوا، لانهم قالوا كلمة الحق في وجه الباطل؛ لبنان الى القيامة، وهؤلاء بشرورهم وشياطينهم الى الجحيم !


Viewing all articles
Browse latest Browse all 174844

Trending Articles