إعتبر النائب في عضو تكتّل التغيير والإصلاح اميل رحمة، أنّ الأزمة التي يعاني بها البلد دفعت بالتيار الوطني الحرّ للتحرّك في الشارع، مشيراً الى أنّ الأزمة بجوهرها ناتجة عن أخذ حقوق المسيحيين منذ اتفاق الطائف، وقال رحمة في حديث الى قناة الـ"OTV": صلاحيات رئاسة الجمهورية اخذت بالغَلَبة لا بالتفاهم، وللأسف حتى اليوم هناك ازمة لدى الشريك في ممارسة السلطة التنفيذية، وتيار المستقبل لا يستدرك الوضع.. ورئيس الجمهورية اليوم للأسف فاقد لكثير من صلاحياته، حتى اصبح استقباله في الخارج مختلفاً عما كان يُستقبل به رؤساء الجمهورية في عهود كميل شمعون وشارل الحلو والياس سركيس وامين الجميل وبشارة الخوري وسليمان فرنجية..
يسأل رحمة: لماذا شريكي يريد أن يكون ممثّله معروفاً وقوياً في الخارج، ولا يريد لتمثيل المسيحيين أن يكون قوياً لا بل فاقداً للصلاحيات؟ هل لأنه ماروني.. شخصياً كل لبنان يقوى برئيس حكومة قوي.. ولكن لماذا لا يقوى كلّ لبنان برئيس للجمهورية قوي؟
أضاف رحمة: ليشرح لنا الدستوريين صلاحيات رئاسة الجمهورية بخصوص، إذا شاء (رئيس الجمهورية) يترأس.. وإذا لم يشأ لا يحضر.. كلها اقوال ليست رئاسية في دستور الطائف. وبالرغم من ذلك المسيحيون ارتضوا السكوت عن ذلك، ولكنهم يلاحظون من خلال الممارسات وجود توجّه لكسر الجناح المسيحي نهائياً، وهذا ما تمظهر بعيد انتخابات 2005 ورفض حكومة السنيورة قبول تكتّل التغيير والإصلاح.. وفيما بعد (ورغم) استنكار المسيحيين للرسومات المسيئة للنبي محمد، لم نفهم هجوم الشارع المؤيد للمستقبل على طريق التظاهر ضدّ السفارة الدنمركية بالتعرّض للكنائس في الأشرفية.. اليس لأنّ شارعهم متفلتاً والنظام متفلتاً..
ورداً على سؤال اتهام المستقبل بالغبن الذي يعانيه المسيحيون، قال رحمة: مع الرئيس المرحوم رفيق الحريري اصبح كلّ شيء من خلاله، سواء بخصوص العلاقة مع الغرب أو العرب أو سوريا.. وهذا التضخّم لقوته جاء على حساب المسيحيين واللبنانيين بالعموم. ومع كلّ الإتهامات التي رُفعت ضدّ المارونية السياسية، والموارنة بنوا دولة اقلّه.. والمارونية السياسية ليس زعمائها موارنة فقط، لأنّه فيها شخصيات كصائب سلام، ورشيد كرامي، وغيرهم الكثير.. وبرأيي لو سار الرئيس كميل شمعون ومؤسس الكتائب بيار الجميل على خطى الرئيس سليمان فرنجية لتجاوزنا مطبات كثيرة.. ولبقيت الصلاحيات نفسها عند رئاسة الجمهورية.
وذكّر رحمة بالمدفع عام 1989 لتغيير النظام، واستبداله باتفاق الطائف، وقال: النواب المسيحيون وقعّوا مكرهين. صلاحيات رئاسة الجمهورية جدّ ضعيفة. في العالم يوجد نظامين، إمّا رئيس جمهورية يحكمْ، وإمّا رئيس حكومة يحكمْ. في بريطانيا رئيس الحكومة يحكم. في اميركا رئيس الجمهورية يحكمْ. وفي لبنان علينا أن نختار إن كان يجب ان يحكم رئيس الجمهورية، وهذا ما يجب اقراره سيما مع ما يحصل في الشرق. عليهم ان يصارحوا إن كانوا يؤمنون بالشراكة. وبرأيي "الطائف" قدّم قسطه للعلى. وعلى المسلم قبل المسيحي تصحيح صلاحيات رئاسة الجمهورية حتى لا تبقى كلمة "لكن" و "إذا". وما نقوله لا نريده على شاكلة نظام 1943. لكن الإستمرار باتفاق الطائف لم يعدْ جائزاً، وتجربتنا خلال 25 عاماً التي انقضت تدفع لهذا التغيير الدستوري والشرعي. وعلى المسيحيين قبل غيرهم العمل لذلك قبل المسلمين، وعلى القادة المسلمين ان يكونوا في صدارة هذا التحرّك.
وسأل رحمة تيار المستقبل عن مصير شعار "لبنان اولاً".. وعن سبب إختيارهم على الدوام للمسيحي الماروني الضعيف؟
ورفض رحمة اعتبار مطالب التيار الوطني الحرّ ضمن اطار الشخصنة، وقال: أصرّ على انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، هل تمسّك نتانياهو برئاسة الحكومة هو مطلب شخصي إن حاز على الأكثرية؟ النظام التوافقي يتطلب التوافق بين الأقوياء اثناء الأزمات، ولهذا السبب دخل الشيخ بيار الجميل في عهد الرئيس امين الجميل مجلس الوزراء الى جانب رشيد كرامي ونبيه بري (ممثل الشيعة وقتها) والباقون..
القوات لم تعدْ تخونني
ورداً على سؤال قال، ما كشفته المحكمة في لاهاي، أظهر جموح رفيق الحريري وتيار المستقبل بالتعدّي على ممثلي المسيحيين، وهذا الكلام بالفعل يقهر. نحن المسيحيون لا نرتضي تمثيل السنة بالضعفاء بل بالأقوياء.
وتابع رحمة حديثه: كل شخص يفكّر بشخصية ضعيفة للسيطرة على طائفة الغير امر سيء جداً. والغطاء الذي امنّه المستقبل للدخول الى سجن رومية او تنفيذ الخطة الأمنية في سورية سار على خير ما يرام مع الوزير السياسي نهاد المشنوق، وفشل مع الوزير الأمني مروان شربل.. العماد عون شخصية لا تستجدي. وتحرّك التيار يثبت ان المسيحيين ليسوا ضعفاء. ولقاء القوات اللبنانية مع التيار الوطني الحرّ يفرحني كون النهج الجديد رفع عنّي التخوين. لقاء العماد عون مع سمير جعجع يفرحني لأنّ القواتيون كانوا يخوّنوني، وكانوا يقولون ان يذهب "رحمة" الى السيّد نصرالله مقبول، وأن يجالس "سليمان فرنجية" مقبول أيضاً، ولكن ان يذهب الى العماد عون فغير مقبول.. واليوم اشكر رئيس القوات سمير جعجع على "العبطة" اثناء لقائه مع الجنرال عون، لأنها ازالت التخوين لي. وشخصياً اكثر المستفيدين من هذا التقارب.
تحرّك التيار يؤكد وجود مسيحي بالشرق بالنسبة للغرب ويجب دعمه
ووضع رحمة تحرّك التيار الوطني الحرّ في الشارع في سياق استنهاض الشارع المسيحي، يقول: "مسيحيو لبنان اساس الوجود المسيحي المشرقي، وهذه الحركة اليوم يعوّل عليها كثيراً للحفاظ على دورهم. وهذه الحركة تعطي صورة على وجود المسيحي في هذا الشرق، وأنّ لهم دور ووجود ورؤية وقرار. واليوم كلّ دول العالم تعرف أنّ صلاحياتهم سُلبتْ. واليوم عدم الحركة يعني قبولهم بالأمر الواقع. لهذا السبب على جميع اللبنانيين سندها، لأنّ المسيحيين لا يطرحون اخذ حقوق غيره، بل اخذ حقوقهم. والمسيحيون يرفضون الكيانات العنصرية. ولبنان بلد مسيحي لا يريدونه. ما يريده المسيحيون هو توصيف قداسة البابا للبنان الرسالة.
ورأى رحمة بكلام وزير العدل أشرف ريفي اثر تحرّك التيار الرافض لمنطق التعيينات فيه نكداً سياسياً، معتبراً انّ لبنان يعيش حالة فراغ في كلّ المؤسسات، واضاف: كلام الوزير نهاد المشنوق بخصوص تحرّك التيار أنّه سيؤدي بالتمديد لقهوجي للمرة الثالثة يزيل عنه الغطاء الوطني لتحركاته وانجازاته.
لبنان والمسيحيين لم يعد يحتمل انتخاب رئيس ضعيف
وعن موضوع الإستحقاق الرئاسي، قال رحمة: لبنان والمسيحيين لم يعد يحتمل انتخاب رئيس ضعيف، والرئيس القوي يجب ان يكون يمثّل ناسه. المشكلة تكمن في شارع المستقبل، تارة جيشهم منظمة التحرير، وتارة وطنه ليس لبنان بل سائر الأوطان العربية، وعندما تكون السلطة في قبضته يتحدث عن لبنان... بالفعل ما نتلمسّه يثير الشكوك بدل تبديدها. لماذا المستقبل لا يريدون تمثيل المسيحيين بالشكل المطلوب، الم يحصل ذلك عند خروج العماد عون وتكتّله عام 2005. لماذا لم يكنّ ردّ المستقبل بتمثيل مسيحي قوي. لماذا يتثبّت يوماً بعد يوم هواجس الجنرال عون انها صحيحة.