Clik here to view.

سوء النية و سوء التصرف يؤديان إلى نفس النتيجة، فكيف ستكون النتيجة إذا اجتمع هذان السوءان مضروبان بالغباوة؟ حتما، ستكون النتيجة ما يتطابق مع ما سمي "تحالف الدول الإسلامية لمحاربة الإرهاب". و قد كشف هذا التحالف إن حقيقة نواياه بأمرين:
الأول: ضم تركيا الإخوان المسلمين، و المعروقة بدورها الفاضح بدعم داعش، من جهة، و عدم إشراك العراق و سوريا و إيران بهذا التحالف الإرتجالي، من جهة أخرى.
الثاني: عندما قام عضو هذا التحالف، ملك الأردن عبدالله الثاني، بتقديم لائحة بأسماء المنظمات الإرهابية، من بينها قوتان لبنانيتان: حزب الله و حركة أمل. نعم! ترى، هل سقط سهوا من لائحة جلالته أسماء القوى اللبنانية الأخرى، المتحالفة مع قوى 8 أذار، بما فيها حزب وزير خارجية لبنان المهندس جبران باسيل، على ما تغني فيروز:"سمَى الجيرة وسمَى الحيَ و لولا شويه سمَاني"؟ كما قد يكون سقط، قصدا،من لائحة أعضاء التحالف أسماء القاعدة و بناتها من النصرة إلى بوكوحرام و داعش؟
و ماذا بقي مستورا؟ فمشروع هذا التحالف هو الإعلان الرسمي للحرب السنية الشيعية، التي ستستمر عقودا، حتى آخر بترودولار خليجي.
سابقا، كان "الإهتمام الدولي" هو لحل المشكلة الفلسطينية، أما اليوم، فهو لحل مشكلات سوريا، العراق، ليبيا و اليمن....
جأ في الكتاب المقدس أن ألله "خلق الإنسان على صورته، كمثاله..." . أي أنه خلقه سيدا حرا مسؤولا عاقلا، بحيث يتحمل عواقب أعماله. لم يعطه شريعة بل وصايا، لأن الشريعة تحد من حريته.و من الثابت أن التعصب عندما يصيب الإنسان يضرب رؤياه بالعمى، فينقلب من سيد حر إلى عبد يأتمر بحقده فقط.
من يصدق أن هذا الحلف ، الذي يضم دولا معروفة بدعمها المنظمات الإرهابية التكفيرية، بالمال و الرجال و الفكر و السياسة ليس سوى نوع من تكليف "البسين بالجبنة؟"
ثمة صورة سوداء تترأى اليوم أمامي، أرجو صادقا أن لا تحصل. هذه الصورة تشمل تفريغ فلسطين من أهلها مع تدمير المسجد الأقصى، بحجة إعادة بناء هيكل سليمان، فيما تكون الدول العربية و الإسلامية، التي تخوض حربها الداخلية الأهلية ضائعة في متاهات أحقادها التكفيرية، و عاجزة حتى عن الإعتراض على الكارثة.
و سيكتب التاريخ : أن مسلمين بأموال إسلامية إبتاعوا سلاحا من "الكفار" ليقتلوا به مسلمين آخرين لا يعترفون لهم بصحة إيمانهم، كأنما الإسلام يحمل قوة تدميره الذاتية في داخله.