مأساة أوتوستراد كسروان على طريق الحلّ

الكلفة 73 مليون دولار.. وتبقى مبالغ الإستملاكات

عيسى بو عيسى -

وأخيراً اذا ما صحت النوايا والتصميم من قبل السياسيين فان مأساة الاوتوستراد الدولي الذي يربط الشمال بالعاصمة بيروت عند محلة الكازينو وصولاً الى نهر الكلب يمكن ان تجد الحلول خصوصاً وان الدولة وبعد جلسة التشريع النيابية الاخيرة اقرت المبالغ لتوسيع الاوتوستراد بحوالى 73 مليون دولار اميركي بحيث تم عملية استحداث خطوط على المسلكين الغربي والشرقي مما يجعل الطريق اوسع بديلاً عن هذا الازدحام اليومي ليل نهار مما اوقع مصائب اقتصادية واجتماعية وخسارة للوقت وهدر يناهز عشرات ملايين الدولارات ناهيك عن التلوث الذي تحدثه عوادم الشاحنات والسيارات في المنطقة. وتبقى مسألة الاستملاكات وقدرها 37 مليون دولار مدار متابعة مع ان القسم الاكبر منها اصبح منجزاً بانتظار الاموال اللازمة.

رئىس اتحاد بلديات كسروان ـ الفتوح ورئىس بلدية زوق مكايل نهاد نوفل الذي لاحق هذا الموضوع منذ عشرات السنين ناشد الطبقة السياسية ووسائل الاعلام بكافة اطيافها الضغط باتجاه العمل على سرعة التنفيذ لان كل يوم يمر تخسر المنطقة من رصيدها والمواطنون من اعصابهم، وقال بعد ان امسك بالخرائط الكاملة للمشروع: ما اعرفه انه ليس هناك من خطوط بديلة انما هناك قرض وافق عليه المجلس النيابي للقسم الواقع بين نهر الكلب وطبرجا والدراسة للمهندس انطوان سلامة ووافق عليها مجلس الانماء والاعمار انما هناك مسألة التعويضات التي يجب دفعها لوضع اليد واضاف ان اموال الاستملاكات من المفترض ان يتم دفعها ليس من القرض انما من موازنة الدولة، ونحن نتخوف من ان يسقط هذا القرض، وهذه الاموال لم تؤمن بعد انما الموضوع ان الاوتوستراد بمعظمه مقفل ولكن هناك مخارج لكافة البلدات والقرى المجاورة وهذا ملحوظ في المشروع، اضاف: ان المعاناة اليومية باتت لا تطاق على كافة الصعد لمجتمع بكامله، وهذه المعاناة لا ترتبط باهالي كسروان ـ الفتوح فقط انما تطال كافة المواطنين من الشمال والجنوب الذين يسلكون هذا الاوتوستراد لان المناطق مفتوحة على بعضها، ومدى الضرر اللاحق بالصحة العامة، كل هذا يرتبط بان الناس لا تستطيع الوصول لا الى مراكز عملها ولا الى المستشفيات وتلبية حاجاتها، وان المجلس النيابي بكافة طوائفه يعي هذه المأساة لانها وطنية وليست مناطقية.

واشار الى ان الاسباب هنا والمعاناة تطال الجميع والحديث عن اعطاء هذه المنطقة دون غيرها ساقط بفعل وجود المأساة الجامعة، لافتاً الى ان الذين يقصدون الجنوب يصلون دون هذه المصائب وكذلك فان الطريق ما بعد طبرجا باتجاه الشمال سالكة انما الخناق يشتد هنا على رقاب جميع الناس.

ونفى رداً على سؤال عن دعم نواب كسروان لهذا المشروع داعياً الى سؤالهم عنه وقال: ان الحديث القديم عن خط بحري بديل كلفته عالية كما ان الاوتوستراد الثاني فوق الموجود حالياً دفع العديد من الاهالي والتجار الي رفع دعاوى في مجلس الشورى وجرى العمل مع بلدية جونيه لرفع هذه الدعاوى والان ازيلت وانجز التخطيط واصبح كل شيء جاهزاً، الا ان نوفل متخوف للغاية من بطء العمل على انجاز مبالغ الاستملاكات وعندها «يطير» المشروع بكامله، لكن الامل يبقى بازاحة هذا الكابوس اليومي عن رؤوس الناس.