مقدمة نشرة أخبار الotv المسائية:
حقيقتان ثابتتان أكدهما استشهاد سمير القنطار... أولاً، أن الشهادة قدرٌ وخيار... أن تكون شهيداً، وأن تُمضيَ حياتَك وأنت تُوَقِّع حياً، الشهيد سمير القنطار، فهذا يعني أنك حسمتَ خيارك، وأنك قد طوعت القدر... إذ ليست الشهادةُ إفادةً تأخذُها بالتغيب... ولا منصباً تكسَبَهُ بالصمت... ولا فوزاً وضيعاً يُهديك إياه الآخرون ... لقد أثبت سمير أن الشهادة نهجُ حياةٍ ووعدُها... وحين تكون كذلك، قد تتأخر ثلاثين عاماً في الأسر، أو سبعةَ أعوام في النضال، أو حياةً كاملة في المقاومة ... لكن حين تكونُ الشهادةُ توأمَ روحك، تكون حقيقةً حتمية في نهاية الجسد، وفي بداية الخلود، وفي أبدية النصرِ للوطن، والشعب، والحق ...
الحقيقة الثانية التي أضاءتها شهادة سمير، أن الشهداء مثل المعجزات ... يجترحون دمَهُم عند اشتداد الليل، في لحظة اضطراب اليقين وضبابية الرؤية واهتزاز الإيمان ... كلما أحس الحقُ أننا حِدْنا عن دربِه، أرسل لنا شهيداً يُعيدنا إلى الدرب ... وكلما شعرتِ القضيةُ بأننا نسينا بوصلتَها، يبزُغُ قمرُ شهيدٍ ليدلنا إلى الطريق ... سمير القنطار، عميدُ الأسرى طيلة ثلاثين عاماً، وأسيرُ الشهادة على مدى سبعة أعوام من المقاومة، التحق اليوم بقافلة الضوء، كي يوقظَ فينا اليقيَن مجدداً، بأن المعركة هناك، مع المحتل، ومع الإرهاب، ومع من خلف الاثنين مشروعاً وفكراً وذراعاً ... صعد سمير إلى شهادته، لندرك أن العداء للأعداء، والرئاسة للرؤساء ... والشهادة للشهداء ... وكلُّ ما عدا ذلك انتظارٌ ميتٌ بلا رجاء ... قصة شهادة سمير، بخلفياتها، وما بعدها، وما بعد بعدها، نرويها كاملة، بعد قليل...