
-
ربيع دمج - التحري -
أربعة ضحايا سقطوا سهواً على طريق المطار الدولي في حادثين، وكله بسبب السرعات الزائدة الجنونية على طرقاتنا، زياد زهران وخالد العبيدي وخالد الكوثراني وحمد العويد ضحايا حادثة مروع وقع يوم الإثنين مساء على هذا الطريق، حيث كان زياد وصديقه خالد عائدان من عملهما في قسم الصيانة في شركة "سوكلين" ( منطقة شارل حلو)، ومتوجهان بواسطة دراجة نارية إلى منطقة الناعمة، وحين وصلا إلى المفرق المؤدي إلى صيدا صدمتهما سيارة مسرعة وهربت إلى جهة مجهولة.
في هذه الأتناء صودف وصول الشاب السوري حمد العويد الذي أوصله معلمه بسيارته إلى مفرق منزله الكائن أول برج البراجنة، وحين رأى الضحيتين امامه سارع لسحبهما من على جانب الطريق، في هذا الوقت كان المواطن خالد الكوثراني يمر بسيارته معه زوجته وعائلته، فركن جانباً كي يشارك بعملية المساعدة، لكن قدر الموت كان متربصاً أيضاً بضحيتين أخريتين، فأتت سيارة مجهولة المصير حتى الساعة، وصدمت خالد وحمد لينضما إلى قافلة زياد وخالد العبيدي.
وفي حديث مع شقيق حمد الشاب أحمد العويد قال لموقع "التحري" ان جثة شقيقه لا تزال في براد مشفى الزهراء، وانه آمن المبلغ المطلوب كي يدفعه ويستلم الجثة لدفنها في ريف حلب ، وسبب تأخر الدفن مرتبط بتأمين المبلغ للمشفى وبالإجراءات القانونية، وأن يوم السبت سينتقل احمد مع جثة شقيقه إلى سوريا".
ويشير أحمد إلى أن "التحقيقات لا تزال جارية، ولا معلومات واضحة عن المتسبب في الحادثة، ولم يتم التعرف على السيارة".
أما محمد والد زياد زهران، فقال لموقع "التحري" أن "السيارة الأولى التي قتلت إبنه وزميله، أيضاً لم يعرف مصيرها أحد، ولم يصلهم أي معلومات جديدة من الجهات الأمنية، وكل ما يعرفه أن إدارة مشفى الرسول الأعظم إتصلت به لتبلغه بإن إبنه في العناية المركزة في المشفى، قبل مفارقته الحياة بعد نصف ساعة فقط من الحادثة".
ويستغرب محمد زهران كبقية ذوي الضحايا، هو كيف طريق دولي كالمطار لا توجد عليه كاميرات مراقبة عالية الدقة، وليس ذلك فحسب، أين الكاميرات على باقي الطرقات الكبيرة في لبنان والتي من شانها ملاحقة السيارات المخالفة أو المتسببة بحوادث، وهل فقط الدولة يهمها الردارات لجني الأموال من محاضر المخالفات؟"، بحسب ما يقول محمد زهران.
هذه الأسئلة وعلامات الإستفهام حملناها إلى مصدر أمني معروف فكان جوابه بإن "هذه الكامريات مكلفة جدا، والميزانية لا تسمح بشرائها، ولا يوجد إلا بعض منها في شوارع محددة من بيروت أو خارجها".
ويضيف المصدر "يجب على من يريد المساعدة توقي الحيطة والحذر، والإنتباه جيداً".
كل ما يقال عن برامج التوعية والسلامة المرورية هي مجرد نظريات لن تفيد بشيء، ومنذ متى لبنان يسمع بها ويسمع الإستنكارات والتنديدات، لتعود الأمور إلى حالها. وأبسط هذه التجاوزات هي السيارات التي لا تحمل لوحات وتسرح وتمرح دون حسيب ورقيب، عدا عن غياب مراقبة شديدة من قبل الأمنيين وخاصة على الطرقات، فها هي الشاحنات تقتحم طرقنا يومياً في وضح النهار والصباح والليل وآخره، وكونها مدعومة من جهات سياسية لا أحد يستيطع توقيفها. والمجازر ستستمر ولن تتوقف كون الفوضى تسير والإستنكارات تسير.