هذا هو أحمد الأسير. او هكذا صار بعد عمليات التجميل التي خضع لها لتغيير ملامح وجهه، من دون أن تقيه قضبان السجن.
بعد عامين وشهرين على تواريه عن الأنظار مع انتهاء معارك عبرا التي خاضها ضد الجيش اللبناني، وقع الارهابي الفار في مصيدة الأمن العام اللبناني عند محاولته الفرار عبر مطار بيروت الدولي، بجواز سفر مزوّر باسم رامي عبد الرحمن طالب، برفقة شخص آخر لبناني الجنسية يحمل جواز سفر باسم خالد صيداني. حيث كان المخطط أن ينتقل عبر ثلاث محطات خارج لبنان الى مصر .
وفي التفاصيل، أن الأمن العام وبالتعاون مع الجيش اللبناني نفذا عملية مطاردة واسعة استمرت أربعة أيام وامتدت بين طرابلس، منطقة اقليم الخروب وصيدا، قبل تنفيذ مداهمة لشقة عند مدخل مخيم عين الحلوة اشتبه بوجوده في داخلها. الشقة المداهمة وجدت فارغة. إلا أن الأمن العام تلقى معلومة تفيد أن الأسير شوهد في منطقة خان الفرنج في صيدا وأنه يستعد للفرار من لبنان عبر مطار بيروت، على أن يتوجه اليه بسيارة أجرة بيضاء اللون. على طول الطريق من صيدا الى مطار بيروت، نشر الأمن العام نقاط مراقبة، قبل أن تشتبه إحدى هذه النقاط بسيارة أجرة من نوع مرسيدس بيضاء اللون رقم لوحتها 254635/ط في منطقة الناعمة.
حتى مطار بيروت، لاحق الأمن العام السيارة المشبوهة، حيث ترجل الأسير الذي كان متنكراً بزي امرأة مجبة ورفيقه. فبينما اقتربت قوة من الأمن العام والقت القبض على سائق السيارة وهو المدعو م.خ. من طرابلس، كانت قوة أخرى توقف الأسير ورفيقه في قسم المغادرة، مع الاشارة الى ان الأسير لم يكن متنكراً لحظة القبض عليه. الموقوفون الثلاثة اقتيدوا الى المديرية العامة للأمن العام حيث يجري التحقيق معهم.
وفي التحقيقات الأولية اعترف الأسري ان الشخص الذي سلّمه جواز السفر المزوّر هو الفلسطيني المدعو أبو يزن المقدسي المنتمي الى مجموعة بلال بدر.
وتشير معلومات الأو.تي.في الى أن المكالمة الهاتفية التي أجراها الأسير بالمقدسي قبل ثلاثة اسابيع لطلب جواز السفر كانت طرف الخيط في هذه العملية الأمنية، تلتها مكالمة أخرى مساء الجمعة تواصل خلالها الأسير والمقدسي بعبارات مشفّرة، أدت الى كشف المخطط بعد عملية تحليل المكالمة الهاتفية وتفكيكها.