- ايلي لحُّود -
رجلٌ يجمع الأضاد في أوكار العداء له، وكمثلهم يجمع الأقراب في قلب العرين. عذرا لن يمرّ الى قصر بعبدا ولو كلف ذلك عملية 13 تشرين جديدة. سياسية كانت وجوه الحرب أم عسكرية، وجوه المعتدين نفسها تتكرر والمطلوب واحد: رأس الأحرار وكرامة اللبنانيين.
يجمع في نادي العداء له، صغار الشأن في الخارج – أصحاب المخالب في الداخل، من سرقوا أجراس الكنائس، وذبحوا المسيحيين، ومن رهنوا الوطن للأشقاء شرقا يوم سلموا أذناب النظام الذي يحاربوه الآن مفتاح العاصمة. يجمع في النادي نفسه من تاجر بدم أهل طرابلس وعكار وتركهم فريسة داعش وأشقائه في الفكر الوهابي. ناد يدفع ثمن كرامة المنتسبين إليه مالا، ويغرّم من لا ينحني له دما.
ذاك الرجل نفسه، صادق من بذل الدم قربان تحرير الجنوب ومن ما زال يدفع أغلى الأثمان للدفاع عن حدودنا أشرقية كانت أم جنوبية.
قالوا يوما انه ضعف في الشارع المسيحي وإذ به يكتسح النقابات والجامعات بعد أن ضاقت الساحات بأنصاره.
قالوا أيضا ان حلفائه سيتركوه فما بالبلد والرئاسة إلا فارغا كرمى لتضحياته ولشعبه.. ولعينيه.
وهم يقولون اليوم بإستحالة وصوله الى قصر الشعب، متجاهلين الشعب نفسه والقصر بحد ذاته وما يرمز اليه. فالشعب قال كلمته والقصر هيهات أن يسمي سيده من لا يقيم في لبنان إلا بإذن مسبق.
القصر الذي بقي مكانه في بعبدا يوم أبى ميشال عون ترك سوق الغرب، ولسخرية القدر أن من يرشح رئيسا اليوم هو من هدد القصر يومها، لن يكون منبرا لإطلاق عبارات الإنسحاق لصاحب الغلبة إقليميا.
لبنان هذا لن يكون وبأي حال لا ممر ولا مقر لأصحاب الفكر البترو-دولاري، ومحرم على مرتزقة الدول العظمى حينا ومشاريع التقسيم أحيانا.
لبنان وقصر الرئاسة حلم لن يدركه هؤلاء، وعودتهم من مطار دمشق الى بيروت والى السراي الحكومي أقرب بكثير من حلم أن يعينوا للبنان رئيسا رغما عن اللبنانيين.
لبنان المقبل على عيد الميلاد، بظل ما يتهدده من مخاطر داعشية إرهابية لا تقل إرهابا عن دواعش الكرافاتات لن يعيّد سعيدا دون عون رئيسا في قصر لم يرتقي أن يكون قصرا للشعب إلا يوم كان العماد فيه.