سمير مسره -
ما قيمة هذا النظام الديمقراطي المسخ الذي تضرب فيه بعرض الحائط اصوات اكثرية المقترعين المسيحيين كي لا يصل ممثلهم الحقيقي الى السلطة؟ ما قيمة هذه الشراكة الخادعة التي يجهد البعض الى القفز فوق حقوقك المكتسبة واقصائك عن الوصول الى المراكز القيادية في الحياة السياسية؟ ما قيمة هذه السيادة الزائفة التي تتحكم بها قرارات دولية واقليمية تتلقفها زعامات لبنانية على حساب اخوتهم في الوطن؟
للاسف، لم يتعلم الكثير من السياسيين شيئاً من دروس الماضي وخاصة هؤلاء الذين امتهنوا موضة التمديد لقهر شعبهم وحماية مصالحهم واللعب على الحبلين. يحدثونك بنبرة الواعظ كما لو ان لا دخل لهم بالازمة الحالية وكما لو انهم لم يسببوها. يظنون ان ليس لدينا ذاكرة او بالحد الادنى ان لاحول لنا ولا قوة.
"ما في نوى الا سوا"هو نداء صادق ومخلص صادر من العقل والقلب ارسلناه اليهم،فاذا بهم يرمونه على حافة الطريق مع نفاياتهم. ذهبنا الى زعيمهم بارادتنا الحرة والمستقلة متسلحين بقدرتنا على الحوار والتفاهم والوفاء لتعهداتنا كما فعلنا مع بعض التيارات والاحزاب، فاذا بنا نصطدم بمواقفه المبهمة والمتقلبة.
قلنا لهم ان خلاص لبنان يتم بتكاتف الاقوياء الذين يمثلون اصوات المقترعين اللبنانيين، فاذا بهم يصرون على نكران صفتنا التمثيلية. بل اكثر من ذلك يسوقون لتسوية رئاسية تبدو مشبوهة الاهداف، ولا نعلم حتى هذه اللحظة لماذا تبناها البعض من الاصدقاء بدل ان يقنع الآخر عما هو حق ومشروع بكل المعايير الديمقراطية، اي احترام خيار الاكثرية المسيحية طالما هذه هي ايضاً النصيحة المستجدة الاقليمية والدولية. واذا تعذرت هذه الخطوة بحجة ان الاكثرية مشكوك بامرها ومنتهية الصلاحية، فكنا نتوقع ايضاً من هذا البعض ان يدافع عن اقتراحنا بالعودة الى الشعب من خلال انتخابات نيابية تعيد المسار الصحيح لتكوين السلطة وممكن حصولها سريعاً اذا صفيت النيات. هذا هو الحل الانسب المعتمد في البلدان الراقية عندما تصادف ازمات من هذا النوع.
اما ان يطلب منا في كل مرة ان نضحي بانفسنا كرمال شعار مطاط وفضفاض كالمصلحة الوطنية العليا التي سرعان ما يستعملونه ضدنا، فهذه مسألة مرفوضة اولاً لاننا اصحاب مشروع تغيير واصلاح حان وقت مشاركته وتطبيقه وثانياً لاننا مررنا بتجارب مريرة سابقة لا نرغب ابداً في تكرارها كي لا " نجرب المجرب، ويكون عقلنا مخرب".