عقد تكتل التغيير والإصلاح اجتماعه الأسبوعي برئاسة دولة الرئيس العماد ميشال عون في دارته في الرابية، وبحث في التطورات الراهنة.
وعقب الاجتماع تلا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مقررات المؤتمر، فقال:
لقد طرحنا عدّة مواضيع في إجتماع التكتّل اليوم، وكان على رأسها، حادثة إسقاط الطائرة الروسية على الحدود السورية – التركية. لا يقتصر الأمر على هذه الحادثة فقط بل نحن نعيش اليوم حرباً عالمية ضدّ الإرهاب، حيث أنّ لبنان يسعى دائماً لإبعاد نيرانها عنه، ولكن لا يمكن ان يرتبط دوره بالمراقب فقط، وذلك باعتبار أنّ نتائج هذه الحرب ستنعكس علينا. إنّ لبنان نقيض الإرهاب، وأيّ ضرر يقع في المنطقة، سيقع حتماً علينا، وبالتالي أيّ انتصار للإرهابيين هو هزيمة للبنانيين!
نأسف أن يُحارَب من يُحارِب الإرهاب، بدلاً من أن تتوّحد كافة الجهود الداخلية والخارجيّة لمحاربة العدّو الأبرز على الساحة الدوليّة اليوم، أي تنظيم داعش، ولكن هذا التصرّف يؤدّي إلى إضعاف الجبهة الدوليّة التي تحارب الإرهاب.
يلعب لبنان دوراً اساسياً في محاربة الإرهاب، من خلال شعبه وجيشه، ناهيك عن الإعتداءات اليوميّة التي يتعرّض لها.. كما وانّ الدولة اللبنانية معنيّة بالمسار السلمي المطروح لسوريا، حيث يُذكر في البند الأول منه، ضرورة إسقاط الإرهاب، بالإضافة إلى إقامة الدولة السوريّة الواحدة الموّحدة المتعدّدة، التي يوجد فيها مكاناً لكلّ السوريين بعيداً عن الإرهابيين.. وينطبق هذا الكلام أيضاً على الدولة اللبنانية، لأنّ لبنان القويّ يستطيع أن يحارب الإرهاب، ويستيطع أن يحافظ على نموذجه التعدّدي المتناصف.. لبنان القويّ بشعبه وجيشه ومؤسّساته المنبثقة من إرادة الشعب اللبناني.
إنّ موقف تكتّل التغيير والإصلاح ثابت من ناحية أنّ السلطة السياسيّة تنبثق من الإرادة الشعبيّة الحقيقيّة، ممّا يسمح بتكوين مجلساً للنوّاب وفقاً لقانون إنتخابيّ عادل ومنصف، وحكومة تكون متناصفة فعلياً، تؤدّي التوازن في الحكم، ورئيس للجمهورية يكون ممثّلاً حقيقياً لشعبه، يسري عليه ما يسري على رئاستي الحكومة ومجلس النوّاب، وهذا المنطق دائم، لذلك نحن نطالب بإجراء الإنتخابات، كي يكون الإحتكام والعودة فيها للشّعب.
أيضاً هناك استحقاقٌ اليوم يفرض نفسه بالمواعيد. وهو استحقاق الانتخابات البلدية، الذي يجب أن نعود به إلى المواطنين. وتجدر الإشارة إلى أنه يجب أن يتمّ في موعده المحدّد من دون أن يتمّ تجاهله كعديدٍ من الاستحقاقات الأخرى.
كما أن هناك استحقاقاً مستحقاً، وهو الانتخابات العامة، والانتخابات الفرعية في جزين التي كان يُفترض أن تتمّ في غضون شهرين، وهنا يطالب التكتّل بإجرائها.
وتداول التكتل أيضاً، في موضوع مطالب الناس. وأوّلها عائدات البلديات من الخليوي، حيث لا يُفترض أن يكون هناك أيّ عائق كي تُفرج أسارير البلديات وتصلهم مستحقّاتهم، لا سيّما أن الاتّفاق الذي حصل ذلّل الحاجز الذي كان قائماً منذ 21 عاماً.
هذا وبحث التكتّل في مواضيع الكهرباء والنفط والمياه، التي لا تزال عالقة، فكلّ مشروع بها لا يزال عالقاً لسببٍ ما. لذلك نتمنّى أن نشهد انفراجاً في هذه القطاعات الحيوية للبنانيين كما شهدنا انفراجاً في المجلس النيابي، إذ إنه ما من سببٍ لكي يتمّ إيقاف مشاريع الكهرباء لأنها أساسية وتخصّ جميع اللبنانيين في كلّ المناطق. وكذلك الأمر بالنّسبة للمياه، فما من أسباب موجبة لكي نسمع أن ثمّة سدود يتمّ إيقافها أو يتمّ إيقاف العمل فيها.
أمّا بالنسبة لمشاريع النفط، فنأمل أن يتمّ العمل بالقواعد العلمية الموضوعة والواضحة. مصلحة لبنان تقتضي أن يتمّ إطلاق هذه المشاريع سواء أكان الخطّ الساحلي للغاز، أو محطّات التغويز أي التي يُصنع من خلالها الغاز السائل، أو مشروع التنقيب واستخراج النفط والغاز في البرّ والبحر، لأنّ كلّ البنى التحتية، والبشرية، والقانونية متوفّرة، ولا ينقص في هذا الأمر سوى القرار السياسي، لكي يتم يوضع لبنان على خطّ الإزدهار، ونتمكّن من انتشاله من خطّ "التعتير" الموجود فيه.