ابلغ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مؤتمر فيينا المخصص لبحث مستقبل الأزمة السورية وسبل حلها في كلمة لبنان التي القاها اليوم في مقرالمؤتمر في امبريال اوتيل في العاصمة النمساوية استهلها بالقول :
استهدف الإرهابيون بوقاحة كلا من لبنان وفرنسا وذلك في فترة وجيزة . لم يكن محض صدفة اختيارهم لهذا التوقيت، ولهذين البلدين بالذات اللذين طالماأثبتا تمسكهما بالتنوع وحرية التعبير والمعتقد والقيم الإنسانية من خلال التاريخ، والجغرافيا، والنموذج الاجتماعي.يجمعنا بفرنسا الام الحنون رابطة ألدم ، دمالشهداء
وأضاف :بغض النظر عن هذا الواقع، فإن الطبيعة المتشابهة لهاتين الجريمتين وتوقيتهما الذي يأتي بعد بضعة أيام من حادثة الطائرة الروسية وقبل بضعساعات من جلسة اليوم يقطعان الشك باليقين: إنهم يبعثون لنابرسالة ان الاٍرهاب قادر على خوض الحروب وتنظيم هجمات ارهابية في الوقت نفسه حيثما يحلو له بعض النظر عن هوية المستهدف والى اي جهة ينتمي . ما يصبون اليه هو نشر الفوضى من خلال أعمالهم الوحشية التي تؤدي الى قتل الأبرياء او تهجيرهم بهدف القضاء على التنوع والتعددية وافتعال الفوضى .
اما الرسائل التي يريدون ايصالها من خلال أعمالهم الإرهابية فهي الاولى: اننا لا نخشاكم وسوف نعمل على أضعافكم .
الثانية : نحن نوع جديد من الاٍرهاب باستطاعته خوض الحروب وتنظيم هجمات ارهابية أينما كان . الثالثة :،لا تحاولوا حل الأزمة السورية لان هذه الحرب الدموية هي الفوضى بحد ذاتها ويجب ان تستمر .
ما العمل إذًا في مواجهة رسائل التهديد هذه؟
- نحن دول وحكومات سيادية من المفترض أن ندافع عن شعبنا وعن السلام في العالم.
- أن نُبقي على الوضع مستمرًا كالمعتاد؟
- هل نهدر وقتنا بالتجادل على التفاصيل في حين أن الخطر يحوم فوق رؤوسنا بطريقة مرعبة؟
ينبغي اتخاذ خطوات واضحة، تتجاوز حدود الكلام، لإظهار عزمنا على محاربة الإرهاب متحدين.
على الرغم من الخلافات السياسية ،إن الصراع في سوريا لم يعد بعد اليوم مجرد صراع دموي آخر. لقد بات إنهاؤه ضرورة ملحة فيما لو أردنا تسديدضربات حقيقية إلى الفلك الذي أوجده داعش وطبيعة الإرهاب الدولي الذي ساعد على إيجاده ورعايته.
صدقوني ، إن عزيمة هؤلاء الإرهابيين سوف تشتد فيما لو خرجنا من هذا الاجتماع منقسمين نتبادل الاتهامات فيما بيننا بدلاً من الوقوف بشجاعة موحدينضد هذا السرطان.
اخيراً اشدد على حاجتنا الى لبنان القوي حيث ان المعادلة تسير بشكل متواز ,فإن استقرار سوريا يقود الى الاستقرار في لبنان كما ان لبنان القوي قد يساهم في استقرار سوريا .وان الإرهابيين يدركون ذلك ويعملون على زعزعة الأمن والاستقرارفي لبنان .
ان عملية التهجير الجارية حاليا بشكل واسع هي مصدر قلق بالنسبة للبنان .فالارهابيون يتسلل بعضهم الى أراضيه تحت غطاء اللاجئين والعمليات الانتحارية هي خير دليل على ذلك . علينا ان نتخذ كل ما من شأنه لإعادة اللاجئين الى سوريا وان يكون في صلب اي حل للازمة السورية .