
يتصاعد الحديث هذه الايام عن الميثاقية. ويخرج من يقول إنها ستكون مؤمّنة في غياب الكتل المسيحية الرئيسة، اي التغيير والاصلاح والقوات اللبنانية والكتائب، وان مجرد حضور النواب المسيحيين المنضوين في التنمية والتحرير والمستقبل كفيل بجعل الجلسة قائمة ونتائجها غير قابلة للطعن، لا دستورياً ولا ميثاقياً ولا سياسياً.
ولعل الاقدام على هكذا خطوة يمكن وصفه باللعب بالنار. فالوقت يبدو اكثر الحاحاً وحاجة وضرورة للعودة الى مقتضيات الدستور والميثاق لا الخروج عنها وتفسيرها باستنسابية بحسب الخلفية السياسية والمصلحة الآنية.
فالمؤسسات في خلل، وذلك يعود اولاً لعدم احترام مقتضيات الشراكة الفعلية التي اتفق اللبنانيون عليها في الطائف، وارتضوها رابطاً للعلاقة في ما بينهم، القائمة على العدالة والمساواة والاحترام المتبادل. فهل تضاف الى المأساة ماساة جديدة؟ وبعد 25 عاماً من الخلل وتغييب الصوت المسيحي وسحقه تحت المحادل السياسية والمذهبية والمالية، مع ما نجم عن ذلك من لااستقرار مؤسساتي وضرر على كل المكونات اللبنانية، فهل يستمر نحر الجمهورية بتخطي الميثاقية؟
على الرغم من كل شيء، لا يزال الرهان على العقلاء في الجمهورية، لان اللعب بالمسلمات والمقدسات سيعني ان هناك من يريد ان يخطو خطوة نحو المجهول...وهذا المجهول لن يكون في مصلحته هو قبل سواه. فإحذوا اللعب بالنار.