غسان ريفي-
تواصل المديرية العامة للأمن العام حربها الاستباقية على المجموعات الارهابية، وقد تمكنت خلال إسبوع واحد من توقيف ثلاثة متورطين بالانتماء الى تنظيم «داعش»: الأول مشروع انتحاري وهو المدعو عيسى ع. والثاني مصنّع أحزمة ناسفة وهو محمد ص. والثالث أوقف مؤخرا في سرايا طرابلس ويدعى عبدالرزاق أ. وهو خبير في تصنيع المتفجرات.
وبحسب بيان الأمن العام، فان الموقوف الأخير عبدالرزاق اعترف خلال التحقيق معه بانتمائه الى «داعش»، وبتجنيده شباناً لبنانيين بهدف ارسالهم الى العراق وسوريا للقتال في صفوف التنظيم المذكور، وانه كان بصدد السفر الى العراق للغاية نفسها، كما اعترف انه اقدم على تحضير وتجهيز ستة عشر حزاما ناسفا بمواد شديدة الانفجار لمصلحة مجموعة اسامة منصور، اضافة الى مشاركته في معارك طرابلس الاخيرة ضد الجيش اللبناني.
وأشارت معلومات أمنية لـ«السفير» الى أن عبدالرزاق من مواليد طرابلس عام 1994، وله شقيق قتل في العراق خلال قتاله الى جانب «داعش» وقد التزم دينيا وبشكل متشدد بعد مقتل شقيقه، وقد جنّده الشيخ الموقوف إبراهيم بركات الذي كان يشغل منصبا شرعيا في «داعش» وقد تم توقيفه من قبل الأمن العام في مرفأ طرابلس خلال محاولته الهرب عبر إحدى البواخر المتجهة الى تركيا بواسطة جواز سفر مزور.
وتشير المعلومات إلى أن عبدالرزاق كان صلة الوصل بين بركات وبين أسامة منصور وشادي المولوي حيث قام بتزويدهما بعدد من الأحزمة الناسفة والعبوات التي استخدم بعضها في استهداف الجيش اللبناني في أكثر من منطقة طرابلسية قبل انطلاق الخطة الأمنية، وبعد مقتل منصور وتوقيف بركات استمر تواصل عبدالرزاق مع المولوي، كما أنه كان يرشح شبانا للالتحاق بـ«داعش».
وتقول هذه المعلومات إن المعركة التي خاضها الجيش اللبناني في 26 تشرين الأول من العام الماضي ضد المجموعات المسلحة في التبانة، وما تلاها من مداهمات وملاحقات وقتل وتوقيفات لمطلوبين، أدت الى تفكيك البنى العسكرية لهذه المجموعات التي تحولت الى فلول، لكن مع تنامي الحديث عن معركة حمص وإمكانية أن يحرز «داعش» تقدما يمكنه من استعادة بعض المناطق التي يمكن أن تربطه بالشمال اللبناني، سارع بعض المطلوبين الى التواصل مع بعضهم البعض، وفي مقدمتهم عبدالرزاق والمولوي وغيرهم ممن أوقفوا مؤخرا، وعملوا على تشكيل خلايا عدة في طرابلس غير مرتبطة ببعضها البعض، لكن لكل منها مهمة محددة وهي استهداف مراكز للجيش في المدينة بالاحزمة والعبوات الناسفة، وذلك بالتزامن مع أي تقدم يحرزه «داعش» في معركة حمص، وذلك بهدف زعزعة الأمن في المدينة، وإفساح المجال أمام عودة الفوضى وإطلاق يد الخلايا النائمة.
وتؤكد المعلومات أنه تم تحديد هذه المراكز ودراسة جغرافيتها بانتظار قرار التنفيذ الذي كان من المفترض أن يواكب معركة حمص ويصدر من مدينة الرقة السورية.
مخزن أسلحة
وبالتزامن مع هذه التوقيفات، وضع الجيش اللبناني يده، مساء أمس، على مخزن كبير للأسلحة في التبانة، أشارت مصادر أمنية الى أنه عائد الى الموقوف عبدالرحمن ف. الذي أوقفه الجيش قبل نحو إسبوعين بتهمة الانتماء الى مجموعات إرهابية وقد اعترف بوجوده خلال التحقيقات معه.
وتبين أن هذا المخزن يحتوي على أنواع مختلفة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وهو موجود في نقطة إستراتيجية على مقربة من نقاط عسكرية عدة، حيث عثر فيه على قواذف وقذائف أر بي جي، وعلى عدد من الرشاشات، والقنابل اليدوية وقذائف الإنيرغا، إضافة الى كميات من الذخيرة.