تقدم الجيش السوري على محاور أثريا ــ خناصر ليعيد فتح طريق حلب، بالتزامن مع استمرار المعارك، شرقاً، في قرية الشيخ أحمد، لفك الحصار عن مطار كويرس العسكري، فيما صدّت القوات السورية هجوماً على مورك، شمال مدينة حماه
مرح ماشي-
واصل الجيش السوري تقدمه على طريق أثريا ــ خناصر في ريف حلب، بهدف فتح طريق الإمداد إلى المدينة، إذ تمكنت القوات السورية من استعادة السيطرة على محطة أثريا للبترول شمال شرق منطقة أثريا. يأتي ذلك بالتزامن مع التقدم في الريف الشرقي للمدينة، إذ استطاع عناصر الجيش الدخول إلى قرية الشيخ أحمد، المجاورة لمطار كويرس العسكري المحاصر، ما يعني اقتراب القوات البرية من عناصر حامية المطار مسافة لا تزيد على 2 كلم، حسب مصادر ميدانية.
وأفادت المصادر بأن عملية التقدم داخل قرية الشيخ أحمد دقيقة وبطيئة، في ظل تساقط قذائف مسلحي «داعش» على القوات البرية المتقدمة، في حين يواصل عناصر حامية المطار صدّ هجمات مسلحي التنظيم، الذين يخوضون سباقاً مع عناصر الجيش للوصول إلى المطار المحاصر، على حدّ قول المصادر. وتضيف أن «سلاح الجو الروسي يواكب العمليات العسكرية في محيط المطار، وبقية الجبهات المفتوحة في ريف حلب».
وفي حماه، نفى مصدر ميداني في الريف الشمالي ما أشاعته «تنسيقيات» المسلحين عن سيطرة مسلحي «جند الأقصى»، التابع لـ«جيش الفتح»، على نقاط عدة في محيط بلدة مورك التي استعاد الجيش السيطرة عليها العام الفائت. وأضاف المصدر أن الوضع الميداني يشهد استقراراً، بعد هجوم نفذه المسلحون على حاجز للجيش غربي كفرنبودة، في محيط مورك، بالتزامن مع قصف باستخدام القذائف على نقاط قريبة من البلدة. وأكد المصدر أن «مورك بالكامل لا تزال تحت سيطرة الجيش، بعد تمكّنه من صدّ الهجمات العنيفة التي شنّها المسلحون، الذين توقعوا أن هجماتهم ستمكّنهم من السيطرة السريعة على المنطقة، باعتبار أن جبهة سهل الغاب تشهد تعثراً ميدانياً بالنسبة إلى قوات الجيش». وقتل خلال الاشتباكات القائمة في المنطقة أحد المسؤولين الميدانيين في «تجمع العزة»، المدعو ساري كشيمي، إضافة إلى المسلح محمد عبدالله البكور من عناصر «التجمع» ذاته. كذلك قتل المسؤول العسكري في «لواء عمر الفاروق» التابع لـ«حركة أحرار الشام» المدعو «أبو الفاروق»، إثر استهداف سيارته بعبوة ناسفة زرعها مجهولون، وذلك في محيط مدينة سراقب جنوب شرق مدينة إدلب.
سلاح الجو الروسي يواكب العمليات العسكرية في ريف حلب
وفي داريا، في غوطة دمشق الغربية، بدأ الجيش عملية عسكرية محدودة، شملت محاولات تقدم برية على محاور عدة، تحت غطاء ناري جوي مع ساعات الفجر الأولى من يوم أمس. الاشتباكات اشتعلت على خطوط التماس المتركزة في منطقة الشياح، في خطوة تهدف إلى التقدم ضمن البيوت العربية في المنطقة. مصادر ميدانية أكدت مقتل عدد من المسلحين ضمن الاشتباكات القائمة، لافتة إلى أن «اختراق تحصينات المسلحين في المنطقة لن يكون سهلاً أو سريعاً، بالنسبة إلى القوات المتقدمة». وكانت قذائف مسلحي «جيش الإسلام» قد تواصلت على منطقة ضاحية حرستا، ما أدى إلى استشهاد الزميلة بتول الورار، المذيعة في إذاعة دمشق، إضافة إلى إصابة مواطنين آخرين. ويأتي ذلك بالتزامن مع مواصلة قوات الجيش السوري تمركزها في محيط قريتي صدد والحفر، جنوب شرق حمص، بهدف منع مسلحي «داعش» من التقدم باتجاههما بعد السيطرة على قرية مهين. مصدر ميداني أكد أن «الوضع الميداني في محيط القريتين لا يزال خطراً، بسبب مجاورتهما لمنطقة البريج، ما يمنع التهاون في أمن الأتوستراد الدولي (حمص ــ دمشق)، الذي لن يكون تحت رحمة داعش». وفي السياق ذاته، تواجه عملية الجيش الالتفافية في منطقة بيارات تدمر الغربية، التي بدأت قبل يومين، تعثراً وصعوبات عدة، حسب مصادر ميدانية في المنطقة الواقعة شرق حمص. وتذكر المصادر أن إصابات عدة وقعت في صفوف الجيش ضمن منطقة البيارات التي يسيطر الجيش على ما يقارب 75% منها. وتتابع المصادر أن معركة البيارات حسمت منذ أشهر، إثر سيطرة الجيش على «مدرسة السواقة»، فيما تتركز محاولات الجيش للسيطرة على حاجز المثلث، الذي يعتبر بوابة الدخول إلى مدينة تدمر التاريخية، ما يفرض قطع إمداد مسلحي تنظيم داعش من الجهة الشرقية، وحصار المتقدمين منهم جنوب مدينة حمص». ومن صعوبات المعارك أيضاً، حسب المصادر نفسها، أن «القوات السورية تتقدم في منطقة سهلية محكومة نارياً عبر مجموعة من التلال يتحصّن ضمنها مسلحو داعش، ويسيطرون عليها».
أما في درعا، فقد نفى «تجمع عشائر أحرار الجنوب» سيطرة تنظيم «داعش» على بلدة المدورة، في منطقة اللجاة في ريف درعا الشمالي الشرقي، لافتاً إلى أن الاشتباكات ما زالت مستمرة بين الطرفين.
وأكدت تنسيقيات المسلحين مقتل القيادي في «فرقة شباب السنّة» زهير الزعبي، الملقّب بـ«أبو فراس»، على أيدي مجهولين في بلدة الجيزة، في الريف الشرقي، إثر تفجير عبوة ناسفة تم زرعها في سيارة كان يستقلها مع عائلته.
أعلن الجيش الروسي أنه قصف للمرة الأولى «أهدافاً إرهابية» بفضل معلومات قدمها «ممثلون للمعارضة» السورية. وقال قائد العمليات العسكرية في سوريا، الجنرال اندري كارتابولوف، «لقد أنشأنا مجموعة تنسيق لا يمكن الإفصاح عن أعضائها»، مكتفياً بالحديث عن «تعاون وثيق» يتيح توحيد جهود الجيش السوري النظامي و«قوات وطنية سورية».
وأضاف أن «هذه القوى الوطنية، رغم أنها قاتلت لأربعة أعوام القوات الحكومية، فإنها وضعت فكرة الحفاظ على دولة سيدة وموحدة فوق طموحاتها السياسية». وتابع أنه بفضل «الإحداثيات»، قصفت 12 مقاتلة روسية 24 هدفاً في مناطق تدمر ودير الزور ومناطق أخرى في شرق حلب، وأصابت خصوصاً «مركز قيادة» لتنظيم «داعش».