لم يتركوا مكانا يصل اليه صدى صراخهم الا وأسمعوه ان المشكل هو أولا وآخرا العماد عون، وأنّه بمجرّد ازاحته بل كسره، سوف تجد مصائب لبنان طريقها الى الحل دون تأخير.
لنفترض انّ العماد عون أعلن انهزامه وانسحب نهائيا من السياسة، وانفرط عقد التيار الوطني الحرّ، فماذا سيحدث؟ اقرأوا بدون ملل:
الشيء الوحيد الأكيد هو ان العصابات السياسية التي تتمنى هزيمة الجنرال عون والتي فشلت في الحكم منذ ربع قرن والتي لم تسجّل نجاحا طيلة هذه الفترة غير تثبيت فسادها، ستعود الى عملها كالسابق في (عدم) إدارة شؤون الناس وبالخلاصة فلن يكون هناك أي حلول للمشاكل الوطنية: لا جيش قوي، ولا كهرباء، ولا ماء، ولا ضمان اجتماعي، ولا ضمان شيخوخة، ولا سلسلة رتب ورواتب، ولا احترام القانون او الدستور، ولا استخراج نفط او غاز، ولا تعليم رسمي محترم، ولا انماء للمناطق، ولا انخفاض بالدين العام، ولا شراكة وطنية صحيحة، ولا قانون انتخابات عادل، ولا قضاء نظيف، ولا قوى امنية يرتاح لها المواطن العادي، ولا اتصالات حديثة بأسعار مقبولة، وطبعا ولا حل مستدام لمصيبة النفايات، ولا موازنات شفافة، والقائمة تطول. والأكيد أيضا ان الإعلام لن يصير سلطة رابعة بل سيبقى عبدا مأمورا عند عبد مأمور.
ونذكّر ان من اجتمع حول الجنرال على مدى عشر سنوات هو تكتل نواب ووزراء لم يستطع مال الفساد خرقه. وللتذكير أيضا ان معظم أعضاء هذا التكتل غير منتسب لحزب التيار الوطني الحر وفي هذا دلالة عظيمة على مدى التسونامي الشعبي للتيار. وقد وقف هذا التكتل بوجه المافيات "الشرعية" وسنعدد هنا بعضا منها: مافيا كهرباء، ومافيا ماء، ومافيا محروقات، ومافيات التهريب من أجهزة التلفون الخليوي الى السلاح، ومافيا المال، ومافيا القضاء، ومافيا الإعلام، ومافيا الاستيلاء على المشاعات، ومافيا إدارة المرافق الحيوية، ومافيا الكسارات، ومافيا لمّ النفايات وطمرها، وغيرها كثير كثير! فهل ستحلّ هذه المافيات نفسها فجأة اذا اعتزل الجنرال السياسة؟ وهل ستعيد حقا واحدا للناس؟ نترك الجواب لكم...
وجوابكم هو الذي يقرر ماذا انتم فاعلون اليوم وغدا
وسيم الهنود
منسّق لجنة الإعلام في التيّار الوطني الحرّ