كيف تعاطى الإعلام الغربي والروسي مع زيارة الأسد لموسكو؟

كمن يدفن رأسه في الرمال و يرفض ان يرى بدا الاعلام الغربي في مقاربته للقاء الرئيس الروسي فلادديمير بوتين بنظيره السوري بشار الأسد.

لم يتعاطى هذا الإعلام مع حدث بهذه الأهمية بالمستوى المطلوب، لا افتتاحيات في الصحف البارزة ولا عناوين رنانة كالعادة بل تركيز على سرية الزيارة وتوقيتها المفاجئ في حين بدا ان هناك توجها لإفراغ الزيارة من دلالاتها :  نيويورك تايمز مثلا وصفت استقبال موسكو للأسد بالعناق البارد ، كذلك فعلت صحيفة التايمز التي اصرت على ان العلاقة لا تزال باردة بين الطرفين حتى بعد الزيارة.

صحيفة الدايلي بيست من جهتها اوحت وكان الزيارة بمثابة استدعاء من خلال عنوانها اللافت لتغمز من قناة أخرى بقولها ان المثير للإنتباه ان الزيارة الأولى للأسد بعد سنوات اتت لموسكو وليس الى طهران .

تعاطي الإعلام الغربي مع هذه الزيارة بهذا الشكل يؤشر الى امرين بحسب المتابعين: إمّا ان هناك قرارا منسّقا مع البيت الأبيض يقضي بعدم إعطاء الحدث هالة كبيرة، واما  يعود الامر الى السرية التي احاطت باللقاء التي حرمت الإعلام الغربي اي مصدر للمعلومات على اي حال فان الصحف الغربية اجمعت في تحليلاتها على فكرتين:  مضي موسكو في دعمها للاسد وبالتالي ترقب خطوة بوتين التالية من جهة، والتحدي الذي تحمله هذه الزيارة للغرب من جهة ثانية في حين جنحت بعض التحليلات في الإتجاه المعاكس متحدثة عن ان اللقاء تطرق الى مرحلة ما بعد الأسد في المقابل ، كان الاعلام الروسي ام الصبي في هذا المجال ، صب كل اهتماماته على هذا الحدث علماً انه لم يُكشف عنه سوى بعد عودة الأسد الى سوريا، تابعه اول باول ، تصدرت اخباره الصحف الروسية وعرضت قراءات متنوعة لمعاني هذه الزيارة مؤكدة الثوابت الروسية تجاه الأزمة السورية.

اما بعض الصحف الروسية فكان لها رأي مغاير ، صحيفة الفيدو موستي اشارت الى هذه الزيارة مقدمة للتسوية السياسية عشية اجتماع فييبنا في حين  وصلت صحيفة غازيتا رو في تحليلها الى اعتبار  ان الزيارة تهدف لخروج الأسد من السلطة متحدثة حتى عن احتمال انتقال الاخير الى احدى المناطق الروسية الفاخرة لمتابعة حياته هناك على غرار الرئيس الأوكراني السابق.

كل يحلل على ليلاه اذا اما الوقائع فلن تتاخر في الظهور مع كل لقاء سياسي وكل ضربة جوية