لقد تحلقتم حولنا كشمس صيف، مشيتم مع الراحل من بيروته الى بيادره الاخيرة كظل وارف، حولتم مراسم العزاء الى مهرجان حب.. ووقفتم حواجز تصادر الدمع أو تعمل على تطويقه.
لقد كان ايلي سكاف يرغب في مخاطبة من قصده مطمئناً على فراش المرض، وعندما قهر مرضه فأسكته لبرهة، كان طلبه شكر الناس والتعبير عن امتنانه العميق لهذا الاحتضان الدافئ الذي ترافق وصلوات سبقته الى السماء.
ومن شدة صدقها فإن هذه الصلوات لا بد انها تلتقي اليوم مع المُرسَل لأجله، وتعانقه في رفعته، وتبلغه سلامكم وليالي حزنكم الطويلة ودموعكم التي كانت مخبأة وراء المُقل.
فبإسم الراحل الياس سكاف وبتكليف منه قبل الرحيل، تتقدم عائلته والكتلة الشعبية بأصدق عبارات التقدير والشكر والامتنان على وقفتكم معنا، من أول رحلة العلاج الصعبة الى آخر دروب مراسم التشييع.
لقد وهبتمونا حباً يليق بحب ايلي سكاف لكم، وأنتم الذين كنتم هاجسه الدائم ومرآة طريقه في الحياة، وستظلون على هذه القيمة بعد تسليمه الروح.
وأنْ نقول شكراً واحدة جامعة، فذلك لن يكفي لبحر الناس الذي إصطف على جنبات القرى لوداع رجل كان لصيقاً بأهلها وشريكاً في همومهم يقاسمهم أفراحهم وأتراحهم، فالشكر لكم يمتد على طول محبتكم وعرضها، على إمتداد أياديكم التي صافحتنا تقديماً للعزاء.
لا عبارات تكفي لسواعد رفعت إيلي سكاف بدفء ودمع.. وتراصّت جنباً الى جنب في مراسم وداعه، وترجمت حزنها بصدق وعفوية، فانطلق رصاصاً كان إيلي قد تمنى عدم إطلاقه، لكن أنتم قوم لا تنزل دموعكم بل تصعد إلى فوق.