بول باسيل -
بغضّ النظر عن القناعات والخيارات الواضحة للعماد ميشال عون بالقضايا المختلفة محلياً واقليمياً ودولياً، كثيرٌ من الناس والسياسيين يظنون أنّه بمجرّد فكّ "العماد عون" تحالفه مع حزب الله سيُتيح له تلقائياً الدخول الى قصر بعبدا.. ولو كان هذا المنطق "مزبوط" لمّا طُوّق "الجنرال" اصلاً عام 2005 بقانون انتخابي أعوج (لإعادة نواب "القرنة" في شهوان) وبتحالف رباعي جمع الأضطاد، وفي حينه لم تكن وثيقة التفاهم بين التيار الوطني الحرّ وحزب الله قد ابصرت النور...
لهذا السبب نتمنّى على السياسيين والصحفيين الأعزاء، عدم اجهاد انفسهم بطرح أسماء مقبولة (وبعضهم عن حسن نيّة، وبعضهم بايحاء أجهزة) التسويق لأشخاص مدنيين أو سفراء وسطيين ليُحكى أنهم ما بين فريقي "14 و 8 آذار"، والذريعة الملقاة بوجهنا على الدوام فتح كوّة في جدار المراوحة والتعطيل المتعمّد حتى بقرارات بسيطة كمشكلة النفايات..
ولأن (اليد الخفية) هدفها الهاء الناس وشلّ حركة العماد عون.. ساذج من يظنّ أنّ حكومة سلام الممنوع عليها الإستقالة برعاية دولية واقليمية عاجزة عن ايجاد مخرج لمشكلة "الزبالة" في يومين.. وحراك البلديات اصلاً الخجول والخمول لا يقلّ شبهة عن عجز الحكومة..
وقد جاء في "بروتوكولات حكماء صهيون":
سيصرخ الناس الذين مزقتهم الخلافات وتعذبوا تحت إفلاس حكامهم هاتفين: "اخلعوهم... أرجو منكم جميعا أن تتذكروا أن الحكومات والأمم تقتنع فى السياسة بالجانب المبهرج الزائف، نعم، فكيف يتاح لهم الوقت لكى يختبروا بواطن... (بروتوكول 10)
وفيه أيضاً... "لكى نصل لهذه النتائج سندبر انتخاب هؤلاء الرؤساء التابعين لنا وسنهدده بفضائحهحتى يكون تحت سطوتنا، وسيكون للرئيس... حق التلاعب بالقوانين من أجل تمرير أفكارنا ومطالبنا... (بروتوكول 10)
...وفي بروتوكول 10 أيضاً: "في حال ظهور أزمةٍ مغلقة ناشئة عن استحالة العثور على رئيس جديد، ومثل هذه الأزمة يوقع البلاد في الداهية الدهياء".
وحتى نقتطف الثمرات من خططنا، سنشير بإجراء انتخابات لاختيار هذا الرئيس، ويكون اختياره من بين أولئك النفر الذين سبق لهم فتلطخ ماضيهم بما يشين ويعيب، ولم يُكتشف بعد، والذي نختاره رئيساً من هذا الطراز، لا بد أن يكون عميلاً لنا موثوقاً به..
وفي بروتوكول 11 جاء: تمكننا من وقت لاخر حسب الإقتضاء، من تهييج الرأي العام أو تسكينه، حول موضوع سياسي، أو من اقناعه به او التشكيك، فننشر اليوم ما هو الصدق والحق، وغداً ما هو الكذب والباطل والإفتراء، وتارةً المُسلّم به، وطوراً ما هو نقيضه، والنصر مضمون لنا على اعدائنا...
وفي البروتوكول 5: "ليس هناك ما هو اضرّ من نشاط الأفراد بصفتهم المستقلة الشخصية، فهؤلاء إذ كان وراءهم مادة العبقرية، فيبلغ نشاطهم من الضرر بنا مبلغاً تقصّر عنه الملايين من الناس الذين مزقنا كلمتهم...
وفي موضع آخر: إذا قام في وجهنا "غوييم" العالم جميعاً، متألبين علينا، فيجوز ان تكون لهم الغلبة، لكن مؤقتاً. ولا خطر علينا في ذلك.. لا اتفاق مهما يكن غير ذي بال، الاّ إذا كان لنا فيه يد خفية..
انطلاقاً ممّا سبق... يمكن فهم لماذا الإصرار على استبعاد العماد عون عن موقع رئاسة الجمهورية... لأنه كما يقول: "Uncontrollable - Unpredictable"
ولكن هذه المرّة مع فارق ستكون "بروتوكولات حكماء صهيون" (مهندسة الشرور في العالم منذ مقتل هاب-ايل وحتى اليوم) "controllable" و "predictable"..