Quantcast
Channel: tayyar.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 170132

مسؤولون يخافون كلَّ شيء، إلا الله ! (د. حنا الحاج)

$
0
0


حنا الحاج - 

أهمُّ صفاتِ الحاكم المسؤول، الحكمة، والمعرفة، والشجاعة، والاقدام، والعدالة، والشفافية، ونقاء الكفِّ والضميرِ!

انطلاقاً من هذه المعايير، ومن كثير غيرها، تعالوا نقيِّمُ أداء حكَّامنا ومسؤولينا - منذ ولادة جمهورية الطائف المشؤوم، وحتى اليوم - تعالوا نخضعهم لاختبار أهلية بموضوعية، مستوحين حكم شعب مقهورٍ معذب، ومدققين في سجلاتهم و ممارساتهم وإنجازاتهم...

فماذا تكون النتيجة؟

غالبية هؤلاء يرسُبون بامتياز، وقد لا يستوفون معياراً واحداً، أو شرطاً واحداً من الشروط المحدَدة والمؤهِّلة للقيادة.

و القلَّة، ينجحون بدرجة مقبول، اذا ما منحوا علامات إسترحام أو إستلحاق مرجِّحة.

أمَّا النُدْرة هي التي تستوفي معظم الشروط، وتحقِّقُ درجة إمتيازٍ، تؤهلها تولي السلطة بجدارة، هؤلاء يشكلون نواة صالحة، يُؤسَّسُ عليها، لبناء دولة الحق!

مشهد بانورامي في السياسة اللبنانية، يفسِّرُ ويؤكدُ إختلال الموزاين وإنقلاب المعايير على مستوى إدارة الدولة - أو ما تبقى منها- عمودياً وأفقياً. والى أن يستيقظ مارد الشعب، بمكوناته وطوائفه ومذاهبه، ليعيد الى اجتماعنا - السياسي نبْضَهُ وتوازنه وانتظامه وضوابطه، لن تستقيم الامور ولن يكون لنا خلاصٌ، وسنظل نبكي كالنساء وطناً مضاعاً لم نحافظ عليه كالرجال ( ومصطلح الرجال هنا لا يعني الذكورية ، بل يعني الشجاعة والشهامة والفروسية،والكرامة للنساء كما للرجال على حد سواء).

أكثرية حكام لبنان ومسؤوليه، يتقاسامون "الجبنة"، و ينهش بعضهم بعضاً من أجل كسبٍ غير مشروع، وتكديسٍ لثرواتٍ تُهرَّبُ خارج البلاد، و هي ملك الشعب كلِّه ، لاسيما فئة الجائعين منه وما أكثرهم!

هؤلاء تمثلهم رؤوسُ أموالٍ مستحدثةٍ أو منهوبةٍ، ورأس المال كما تعلمون جبانٌ، يهربُ من المواجهة ، لذلك يتوارى زاحفاً، مختبئاً، مستسلماً، مرتهناً، خائفاً لا يجروء على رفع الصوت من أجل شعبه.

ونسأل لماذا لا يجروء، هؤلاء؟

كيف يجرؤون، وبيوتهم وقصورهم وممتلكاتهم كلًّها من زجاج، تسقطه نظرات الفقراء والمساكين، فكيف اذا أصابته سهام الشعب وحجارته ؟!

كيف يجرؤون، وقلوبهم وعقولهم تستوطنها كنوز مسحورة وثروات منهوبة، ومن بعدهم الطوفان؟!


ونحن بغبائنا نسأل، لماذا لا يجروء هؤلاء على تطبيق القوانين ، أو لماذا يخافون إتخاذ قرارات توفِّر للشعب حاجاته الاساسية ؟

ألهذا الحد بلغَ الغباءُ بالعبقرية اللبنانية؟ حتى نصدِّقَ أنَّ هؤلاء الحكام يعملون لأجْلِنا، وهم يسعون لأ جَلِنا كلَّ يوم، والمخالفات والتجاوزات والارتكابات وتقاسم الحصص، والفساد الضارب في أعماقنا، أصبح سلوكاً مألوفاً، يملأ الكتب والمجلدات وبطون الصحافة وشبكات التواصل الاجتماعي، محلياً وخارجياً!

خمس وعشرون سنة من عمر هذه الجمهورية الممسوخة، ونحن مسكونون بكل الارواح الشريرة، وبكلِّ الدَنَسِ والنَجَس والرِّجْس!

ثمَّ نسأل ، لماذا يتجاوز هؤلاء، الدساتير والقوانين ويصادرون مقومات الدولة ومرتكزاتها، ويفرِغونَها من مضمونها، ومن مؤسساتها الرقابية؟ بسذاجة نُجيب، حتى يُشرَّعَ الفساد وتقونن الرشوة، كما تؤكد بدعة وزير الشؤون الاجتماعية سجعان قزي. هكذا، وبغطاء القانون تُستباحُ الدولة وتتحوَّلُ مشاعات لهم و لميليشياتهم وأزلامهم، فصحَّ فيهم ماصحَّ، في آخر خلفاء الدولة العباسية، ليكملوا هم ما جاؤوا من أجله، ونغرق نحن في عصور انحطاطنا الشامل!

لم يبق لاخشيديي هذا الزمن الرديء، أشباه الحكام، إلا أن يُدلِلوا علينا في أسواقِ النخاسة، بعد أن باعوا الوطن بفضَّة يوضاس، فانتفخت البطون ، وفرغت العقول، وجفت الضمائر!

فعلَّقَ الوطنُ على خشبةِ العار، وانكفأ هؤلاء الى جحورهم، خوفاً من القيامة ألآتية، مهما كثرت الجراح وتفاقم الظلم، هؤلاء لو إتعظوا، لخافوا ثورة الشعب الآتية، وحكمه الذي لا يرحم.
ونستعير في هذا السياق، ما قاله دولة رئيس مجلس النواب، الاستاذ نبيه بري : " لولا نظامنا الطائفي الذي يحمينا، لاجتاحنا الشعب منذ زمن بعيد ".!

حكَّامُ لبنانَ، كفاكم إستغباء لعقولنا، فإرتكاباتكم جرائم موصوفة بحق الانسانية، أما شبعتم بعد، أما أكتفيتم ؟! اتقوا الله - وان كنتم لا تخافونه - وارفعوا أيديكم، عن وطني لبنان، له المجد، ولكم العار !!


Viewing all articles
Browse latest Browse all 170132

Trending Articles