بنفس الهدوء الذي يميز شخصيته، غادر العميد الركن شامل روكز الفوج الذي بدأ فيه مسيرته العسكرية واختتمها فيه ايضاً قائداً له منذ العام 2008. لن يكون الضباط والعسكريون المغاوير بعد اليوم على موعد مع توجيهات العميد روكز.
سلّم الأمانة الى خلفه العقيد الركن مارون القبياتي، وانتقل بعد 35 عاماً من الخدمة العسكرية الى اللباس المدني. ماذا بعد 15 تشرين الأول ؟ للأجيال الصغيرة، شامل روكز هو بطل عبرا، الذي اقفل هاتفه وحسم معركة الوطن ضد الارهابيين.
قبلها تداول اللبنانيون اسم العقيد ومساعد قائد فوج المغاوير يومها في البارد. بعدهما، كان الاسم الذي أرعب كثيرين عند تكليفه قيادة غرفة العمليات في معارك عرسال.
على مدى الأشهر الماضية فتح بازار تسويات وطروحات لابقاء العميد روكز في المؤسسة العسكرية عاماً على الأقل. كان هو خارجها، ملتزماً الصمت ومبادئ مؤسسته. يسأل كثيرون لم تترافق احالة العميد روكز على التقاعد مع الوقفة الشعبية اللافتة شكراً له وتقديراً لتضحياته الوطنية. ربما تقدم سيرته العسكرية الجواب. العميد روكز الذي التحق بالمدرسة الحربية في العام 1980 تدرّج فيها حتى ترقيته الى رتبة عميد في العام 2010.
خدم في عدد من الأولوية وتسلّم مراكز قيادية فيها. لتكون خدمته العسكرية الأكبر في فوج المغاوير منذ العام 1984 حتى 1986، ليعود الى الفرع الثالث في الفوج بين عامي 2000 و 2002، قبل عودة ثانية عام 2005 مساعداً لقائد الفوج وتعيينه قائداً للمغاوير في 27 تشرين الأول 2008. دورات عسكرية عالمية تابعها العميد روكز، سجله حافل بالأوسمة والأقدميات. ابرزها ستة اشهر اقدمية لانجازاته الاستثنائية على جبهات سوق الغرب وبيروت خلال عامي 1985 و 1986، سنة أقدمية لشجاعته الاستثنائية عام 2007 خلال معارك البارد.
والشجاعة الاستثنائية عينها منحته سنة أقدمية عام 2013 خلال معارك عبرا وعام 2014 خلال معارك عرسال. سيكون لشامل روكز ما لم يكن لغيره من الضباط. فهو بنى حياته العسكرية على مبادئ اساسية تختصر بالوطنية والشجاعة والذكاء. وهي نفسها جعلته قائداً قائداً صاحب شعبية واسعة لدى اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والحزبية. وهي نفسها ايضاً، جعلته خارج التصنيف المقبول من طبقة سياسية ترتضي في معظمها التغيير والاصلاح قولاً لا فعلاً.