ميسون أبو الحب-
تجري حرب معلنة بين اثنين من أصحاب المليارات في العالم سببها قطع فنية ولوحات، ولكن ملابساتها تتعلق بسوق الأعمال الفنية التي يكتنفها الغموض.
قصة الخلاف تصلح أن تتحول إلى فلم سينمائي يجتذب مئات الالاف من المشاهدين، وهي تتعلق بحرب مفتوحة ومعلنة بين اثنين من اصحاب المليارات احدهما روسي والآخر سويسري.
الاثنان، وهما ديمتري ريبولوفليف، وايف بوفييه، يخوضان هذه الحرب منذ العام الماضي.
الروسي ملياردير صنع ثروته من صناعة الاسمدة وتصديرها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتقدر مجلة فوربس ثروته حاليا باكثر من ٨ مليارات دولار. وريبولوفليف اشترى جزيرة يونانية وفريق كرة القدم في موناكو وعقارات في مختلف انحاء العالم بينها فيللا كان يملكها دونالد ترامب وتطل على المحيط في فلوريدا.
اما السويسري بوفييه فيعمل في مجال بيع القطع الفنية واقتنائها وشرائها وحتى خزنها. ويدير اهم شركة في العالم متخصصة في مجال خزن وشحن القطع الفنية والبضائع عالية القيمة بحيث إن عددًا كبيرًا من أصحاب هذه القطع الفنية الثمينة يخزنون ممتلكاتهم لديه.
اسم الشركة ناتورال لي كولتور وتبلغ مساحة احد مستودعاتها في جنيف ٢٠ الف متر مربع. وبالطبع لم يكتف بوفييه بسويسرا، بل انشأ مستودعات أخرى مراقبة جمركيا في سنغافورة ولكسومبورغ وغيرها وما تزال شبكة مخازنه في اتساع مستمر.
بدأت العلاقة بين الرجلين في عام ٢٠٠٣وقام بوفييه بمساعدة الروسي في جمع قطع فنية ولوحات بعضها من روائع الفن العالمي مثل لوحات ايل غريكو وفان كوخ وماتيس. وانفق الملياردير الروسي ما يقارب من ملياري دولار على هذه المقتنيات ليصبح صاحب اغلى مجموعة فنية في العالم.
ما المشكلة
بدأت المشكلة عندما اكتشف ربولوفليف، حسب قوله، إن بوفييه كان يبيعه القطع الفنية واللوحات بمبالغ أعلى من قيمتها الفعلية وقدر خسائره بمليار دولار. وعلى اثر ذلك وجه له تهما بالسرقة وبالنصب وبالاحتيال ورفع عليه دعاوى في محاكم في باريس وموناكو وسنغافورة وهونغ كونغ. لكن بوفييه دافع عن نفسه بقوة قائلاً إنه من الوسط الذي يتعامل بالقطع الفنية وهو يبيع ويشتري ويتوسط في هذا البيع، ولكنه لا يسرق ولا يكذب ثم أكد إن لكل شيء ثمنه. بوفييه قال أيضا إنه يتعرض الى هجوم مجحف من ريبولوفليف.
آخر التطورات
في لقاء صحفي اعلن الملياردير الروسي أنه سيعيد لوحتين للفنان الاسباني الشهير بيكاسو الى ابنة زوجته الثانية التي قالت إن اللوحتين ملكها وإنهما سرقتا منها.
يقدر سعر هتين اللوحتين ب ٣٠ مليون دولار وتعليقا على هذا القرار قال المليارديرريبولوفليف إنه يعيدها تعاطفا مع ابنة زوجة بيكاسو لأن المرأة التي رسمها بيكاسو في اللوحتين هي والدتها.
كيف وصلت اللوحة الى ريبولوفليف
قال رجل الاعمال الروسي إنه اشترى اللوحة في عام ٢٠١٣ بوساطة بوفييه فيما قالت قريبة بيكاسو كاثرين هوتن بلي إنهما سرقتا منها وإنها كانت قد اودعتهما لدى بوفييه ثم ما لبثت ان سمعت انهما بيعتا دون طلب موافقتها ودون استلام اي مبلغ مقابلهما.
لكن بوفييه قال إن من غير الممكن ان يبيع لوحات لها صاحب.
الملياردير الروسي سلم اللوحتين الى هوتين بلي يوم الخميس قائلا إنه يتعاطف مع احاسيسها فيما تسلمت الشرطة اللوحتين للتأكد من اصالتهما ثم امرت بوفييه بدفع مبلغ مالي يساوي ثمن القطعتين لحين اكتمال التحقيق في الامر.
يذكر أن سوق الفن لا يخضع لقوانين حاسمة وواضحة لمكافحة غسيل الاموال والصفقات المشبوهة ويعتبر الكثيرون أن ما يجري داخل هذه السوق غامض وغير معروف، بل ومعتم عليه ومن هنا يطالب البعض بشفافية اكبر تسمح بالمتابعة والمراقبة.