Quantcast
Channel: tayyar.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 170039

ما خلفيات الزحف الى «قصر الشعب»؟

$
0
0


ابتسام شديد -

ليس امراً عابراً او عادياً ان تحصل تظاهرة 11 تشرين الاول الى قصر بعبدا بالشكل والمضمون الذي يحضر له انصار التيار الوطني الحر بتظاهرة حاشدة وقوية وجماهير ومد بشري يفترش الطرقات ويغلق كل الطرق المؤدية الى قصر بعبدا في مشهد يعيد الى الاذهان الايام التي سبقت سقوط قصر الشعب في 13 تشرين الاول 1990، فالتظاهرة التي دعا اليها عون من مسرح البلاتيا في حفل التسلم والتسليم لا تشبه اي تظاهرة اخرى او التحركات التي دعت اليها الرابية مؤخراً احتجاجاً على التهميش ومصادرة القرار التمثيلي للمسيحيين، ولا تشبه اي منها باهدافها ومراميها والغايات التي تصبو اليها الرابية وما يمكن ان يتحقق من خطوات. فتظاهرة 11 تشرين ليس لها خلفيات مطلبية وليس مخصصة لمكافحة الفساد ورفع الصوت ضد الطبقة السياسية الحاكمة والتي تعبث بالبلاد فساداً ونكايات ومزايدات سياسية، هي تظاهرة الى قصر بعبدا برمزيته الوطنية وبكونه الموقع الاول للموارنة ومركز القرار الرئاسي الذي يتخبط بالفراغ القاتل منذ سنة ونصف تقريباً، مع الكثير من الاختلافات والفارق بين تحرك وسط المدينة والتحرك المقبل الى قصر بعبدا، فوسط بيروت هو منطقة سوليدير التي انجزها الرئيس الراحل رفيق الحريري واعاد ترميمها بكامل النزاعات والخلافات حول قيام سوليدير باستغلال ومصادرة ارزاق الملاكين، اما منطقة بعبدا فلها رمزية خاصة لانها مركز القرار المسيحي الاول ونقطة التلاقي بين قصر بعبدا ووزراة الدفاع على مسافة امتار قليلة من القصر الرئاسي ووسط عدد كبير من سفارات الدول العربية والاجنبية والمراكز الامنية الحساسة، وبالتالي فان الزحف العوني الى قصر بعبدا له دلالاته ومعانيه الخاصة في وجدان العونيين وبقرار من الجنرال الذي رغب في رفع سقف المواجهة مع السلطة السياسية بدعم من الشعب رغم ان عون كان ابدى مرونة غير مسبوقة على طاولة الحوار مع اخصامه وشارك في الطاولة الثالثة بعدما اعتذر عن الطاولة الثانية، ورغم ان الايحاءات السياسية تشير الى حلحة في مكان ما لانهاء الازمة تخوفاً من تدهور خطير او تطورات دراماتيكية فما تكشفه المعلومات عن خبايا الحراك المدني لا يبشر بالخير وقد يكون بروفا لانحراف امني خطير، ورغم ان المعلومات تشير ايضاً الى حلول للترقيات العسكرية تصل الى قائد المغاوير ارضاء للرابية.


لكن تظاهرة 11 تشرين تعني رفع سقف التحدي من قبل الرابية وان عون قرر النزول على الارض والزحف الى قصر بعبدا ليقول انة « الامر لي» بقرار وتفويض من الشعب لانتخاب رئيس، وهي رسالة مزدوجة الى كل من يعنيهم الموضوع من الاخصام ومعرقلي الخطط العونية ومطالب عون، فالتظاهرة على مقربة من وزارة الدفاع رسالة الى قائد الجيش تضيف المصادر، في موضوع الرئاسة وسائر الملفات التي لا يلتقي فيها الجنرالان منذ التمديد لقهوجي في القيادة العسكرية، وإذا كانت تظاهرة وسط بيروت كانت باشراف ومتابعة على الارض وحصلت فيها المواجهة بين قوى الامن الداخلي ومكافحة الشغب وشرطة المجلس النيابي ومخابرات بيروت فان تظاهرة بعبدا ستحصل تحت اعين مباشرة من اليرزة وقيادتها ومراكز المخابرات المنتشرة في محيط قصر بعبدا.


كان ثمة من يرى ان عون يعتبر انه اليوم يدير اللعبة بعدما خسر جزءا كبيراً من اوراقه بالمواجهة مع المستقبل وبان الاطراف تعمل على ملاقاته ومجاراته تفادياً للاعظم الذي قرره عون بعدما لمح باوراق التعطيل للحوار الذي يمكن ان يطير اذا ما غاب عنه المكونان المسيحيان وعلى تعطيل الحكومة ومجلس النواب، فان زعيم الرابية يعتقد ان وقت الحصاد قد حل بعد المعركة الكبرى وان ترقية روكز اول الغيث ومن بعدها تأتي الرئاسة الاولى فالمعادلات السياسية والعسكرية لم تعد ضده او ضد المحور الذي ينتمي اليه وتحقيق حلم الرئاسة ربما بات على مرمى حجر في الحسابات العونية نتيجة التحولات السياسية والتبدلات في المشهد الاقليمي بانتصار الدور الايراني في المنطقة، وهنا فان الزحف الى قصر بعبدا يفرض عون رئيساً بقوة الشعب، واللجوء الى الشعب والزحف الجماهيري الى بعبدا يأتي في اطار الجهوزية العونية ضمن التسويات الاقليمية التي تفرض ايقاعها على كل اللاعبين.


بالنسبة الى العونيين فان المشهد قريباً يلامس مشهد الامس عندما كان عون رئيساً للحكومة العسكرية قبل ان يتم اخراجه من قصر بعبدا بالقوة، ولكن اذا كان الخروج من بعبدا حصل بالقوة العسكرية وجحافل الدبابات وقصف الطيران فان العودة اليه ربما ستحصل بقوة الشعب وارادته الحرة، فالجنرال كما يقول العونيون اراده استفتاء شعبياً له في رئاسة الجمهورية، وهو رغب بقرار الجماهير ورغباتهم لحماية القصر ممن صادر حقوقه وكرس الفراغ في اروقة القصر المهجور منذ عام ونيف. ولعل الرسالة الابلغ تعبيرا هي في ان قرار الوصول الى بعبدا لا بد منه ولا مفر، وهو حاسم ونهائي بقوله « إذا كان الخيار بين الرئيس او الفوضى فلتكن الفوضى»، فرئيس تكتل الاصلاح والتغيير لا يريد رئيس تسوية او الرئيس التوافقي، انما يريد الرئيس المسيحي الاقوى الاكثر شعبية وتمثيلاً.


وإذا كان كما تقول المصادر لا تراجع عن تظاهرة 11 تشرين فان التقليل من تداعياتها وحجمها قد يكون خاضعاً للتفاهمات مع الرابية ولقرار بالتهدئة فإقرار الترقية الامنية والحلحلة في بعض الملفات يحتمان عودة الرابية عن مقاطعة مجلس الوزارء والنواب والتعطيل.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 170039

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>