فؤاد ابو زيد -
اذا ربطنا بين ما نشرته صحيفة الانباء الكويتية، وبين ما نشرته صحيفة «الديلي ميل» البريطانية، وبعض المواقع الالكترونية الاجنبية، عن الوضع الحالي في لبنان، نخرج بنتيجة ان لبنان اصبح حقيقة في دائرة الخطر الشديد، وان مظلة الأمان والاستقرار التي حيّدت لبنان عن الصراعات الاقليمية والعربية، قد تكون قد انتهت صلاحيتها، وعلى يد من حملها وحماها طول سنوات عدة، وسندخل في ايجاز ما نشرته «الانباء الكويتية» و«الديلي ميل» البريطانية والمواقع الالكترونية.
تكشف «الانباء» ان مسؤولاً لبنانياً كبيراً، اعرب امام قطب سياسي لبناني انه لم يكن في يوم، قلقاً على الوضع الداخلي، مثل قلقه اليوم، وان النائب وليد جنبلاط يخشى حصول «حدث امني كبير» وان هناك اطرافاً داخلية وخارجية تدفع نحو الفوضى.
من جهتها كشفت صحيفة «الديلي ميل» البريطانية عن تقرير موسع نشر في احد المواقع الالكترونية، ان التحركات الشعبية التي يشهدها لبنان منذ مدة، ليست بنت ساعتها، بل ان هناك منظمات وهيئات خارج لبنان، وقد اسمتها بالاسم، أوكلت الى ناشطين لبنانيين تنفيذ مخطط استراتيجي تدرّبوا عليه في اسطنبول وواشنطن، وهؤلاء الناشطون قاموا بأعمال مماثلة في تونس ومصر وسوريا وليبيا، وهم يديرون مؤسسة تدعى memapolis ومركزها اسطنبول وهي متخصصة بتغيير الانظمة، وقد تضمن التقرير صوراً لهؤلاء الناشطين في دول متعددة، مذيّلة بنبذة عن كل ناشط واين عمل ومع من تعاون وزار وركّز التقرير على حركة «طلعت ريحتكم» والناشطين الذين يقودونها، وهم: مروان معلوف، خطار طربيه، اسعد ذبيان، نزار غانم، كاترين ماهر، وعماد بزّي، وهذا التقرير اصبح متداولاً في وسائل التواصل الاجتماعي، على الرغم من ان احد المواقع الالكترونية سحبه من التداول بعد نشره.
الوحيد من الناشطين الذين نشرت اسماؤهم، والذي عمد الى نفي كل ما كتب كان مروان معلوف، معتبراً ان هناك من يعمل على تشويه الحراك الشعبي المتصاعد.
هناك مثل متداول في جميع دول العالم يقول «لا دخان من دون نار» فمنذ انطلاق التحرّك الشعبي، بدأ المراقبون يتساءلون عن الجهة او الجهات التي تموّل هذا الحراك، وخصوصاً حركة «طلعت ريحتكن» التي استطاعت حشد الآلاف، وساهمت في نقلهم وتزويدهم باليافطات والشعارات، والمفرقعات وزجاجات المياه، وغيرها من الامور اللوجستية، التي تتطلبها مثل هذه التظاهرات، وبعد اصطدامهم برجال الأمن، خرج عدد من السفراء، وخصوصاً السفير الاميركي، يحذّر من التعرّض للمتظاهرين، ولم يصدر اي تصريح من اي دولة غربية او عربية، يندد بمحاولات هزّ الامن والاستقرار في لبنان، وبدأت البلبلة تسود المتظاهرين بدخول حركات مطلبية على الخط لا تحمل كلمة السرّ التي تحملها الحركة الأم.
المصادفات احياناً تثير التساؤلات، وهذه الصدفة تحمل علامة استفهام كبيرة، مطلوب ان تتوضح.