قرار عكار «انتزع» من المستقبل

جهاد نافع-

في مجلس سياسي عكاري ضم عددا من الفاعليات سأل مواطن احد القيادات السياسية من المحسوبين على فريق 14 آذار شكل احراجا للقيادي والحاضرين: هل تستطيع ان تحصي المشاريع التي قدمها ونفذها تيار المستقبل ونوابه لعكار منذ عشر سنوات والى اليوم؟؟

جاء الجواب سريعا من احدى الفاعليات الممتعضين والذي لم ينتظر جواب القيادي الــسياسي : نعم قدم تيار المستقبل «مكافأة غالية جدا» .. قدم لعكار «زبالة بيروت» بأمر وتوجيه من الرئيس سعد الحريري .. لم يعثروا على حل الا على حساب عكار ..

أليست عكار خزانا بشريا استمد منه تيار المستقبل ذراعه العسكرية في 7 أيار الشهير؟واستمد منه الحشود الشعبية لمهرجاناته الشعبية؟أليس عكار الخزان الشعبي الذي يمكن استثارة غرائزه المذهبية والطائفية «بسهولة دفاعا عن اهل السنة «من اجل تيار يحمل النقيضين: علماني .. لكنه الممثل الشرعي السياسي الوحيد للطائفة السنية؟

انها المعادلة اللبنانية الفريدة من نوعها .. حين يتقن بعض الساسة فن استثمار الانتماء المذهبي والطائفي في خدمة المشاريع السياسية..
بعض هذه الفاعليات كانت حتى الامس القريب من متطرفي الولاء لتيار المستقبل وكانوا ينظرون اليه والى نوابه خشبة خلاص لمحن وحرمان عكار، فاذا بهم امام «هبة» نفايات قررتها الحكومة اللبنانية وايدها الرئيس الحريري ودعا نوابه الى السير بها باعتبارها الانقاذ لما آلت ايه اوضاع التيار الازرق حيث بدأت تفوح روائح الصفقات التي انجزت منذ اكثر من عشرين عاما في عهود الحكومات الحريرية والى اليوم.

غير ان اللافت «حسب مصدر عكاري» ان ازمة النفايات فضحت ايضا الازمة التي تعصف في البيت الازرق بين قياداته السياسية، وان الانقسام الذي يسود هذا البيت بات يرشح الى السطح وقد ظهر جليا في الاعتصام الذي نفذ ظهر الجمعة الماضي في ساحة حلبا متزامنا مع مؤتمر «البيال» الذي دعا اليه وزير الداخلية نهاد المشنوق، وقد بدا واضحا ان قيادة الاعتصام في حلبا كانت لمناصرين عرفوا بولائهم للحريري ولتياره وقد ادلوا بدلوهم الذي من عن انشقاق ورفض للتوجيهات الحريرية .

السؤال هنا لماذا حصل هذا الانشقاق؟
يجيب احدى الفاعليات ان النظرة الحريرية الى عكار هي دونية بامتياز، حيث طالب العكاريون على مدى السنوات التي مضت بالانماء، فلم تتذكر الحكومات المتعاقبة عكار الا عند ازمة النفايات وكأن عكار مجرد ارض «زبالة» بالرغم من كونها الارض التي تزود لبنان باهم الانتاج الزراعي والذي بات مهددا بالتلوث جراء نقل النفايات الى المنطقة.

يوجه المصدر تساؤلاته الى الرئيس الحريري والى قيادات ونواب المستقبل : منذ اكثر من عشرين عاما يوجد في عكار مكب لماذا لم تعمد الحكومات المتعاقبة الى انشاء معمل للنفايات في المنطقة؟لماذا اهملت عكار حتى باتت تحت خط الفقر وتشهد اشد انواع الحرمان والاهمال دون ان يرف للحكومات المتعاقبة والى اليوم لها جفن؟
وهل تحولت عكار الى ساحة صراعات سياسية داخلية بين ابناء البيت الواحد؟

ولماذا يقف نواب عكار مكتوفي الايدي صامتين ازاء هذه القضية ويحاول البعض تسويق النفايات كأنها قوالب «كاتو» تهدى الى عكار؟

يقول المصدر ان العكاريين لا يثقون بالطبقة السياسية، وهم يتطلعون الى عكار الناهضة عكار التي تتمتع بشبكة مواصلات حديثة ونوذجية اقله كما اصبحت طرقات الشوف والجنوب ..ويتطلعون الى شبكة كهرباء وشبكة مياه نظيفة ومعمل للنفايات على غرار الدول الكبرى الراقية..

يؤكد المصدر ان قرار عكار لم يعد بيد التيار الازرق، وان اللعب على الوتر المذهبي لم يعد يجدي نفعا وان العكاريين ينتظرون قبل كل شيء بدء تنفيذ المشاريع الانمائية .. لكن هناك في عكار من بدأ يستنتهض الشارع العكاري لاطلاق انتفاضة عكارية في وجه نواب المنطقة والتيار الذي استفرد عكار وتحكم بقرارها خلال السنوات العشر الماضية دون ان يحقق لعكار والعكاريين حلما واحدا من احلامهم ..