
وطنية - أقام سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري، مساء اليوم حفل استقبال لمناسبة العيد الوطني لبلاده، في قاعة بافيون رويال - بيال، في حضور ممثل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري النائب أيوب حميد، ممثل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، الرئيس حسين الحسيني، الرئيس نجيب ميقاتي، الرئيس فؤاد السنيورة، وزراء: الاعلام رمزي جريج، الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الصحة العامة وائل أبو فاعور، التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، والشباب والرياضة عبد المطلب الحناوي، سفراء: الامارات العربية المتحدة حمد سعيد الشامسي، قطر علي بن حمد المري، مصر محمد بدر الدين زايد، إيران محمد فتحعلي، روسيا ألكسندر زاسبيكين، النمسا أورسولا فاعرنغر، أستراليا غلين مايلز، بريطانيا هيوغو شورتر، فرنسا إيمانويل بون، الجزائر أحمد بو زيان، والمكسيك جيم غارسيا أمارال، ممثل سفير الولايات المتحدة الأميركية ديفيد هيل رئيس الشؤون السياسية في السفارة ريس سميث، النواب: ألان عون، أحمد فتفت، عمار حوري، وميشال فرعون، وفد من قيادة الجيش ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي ضم: اللواء الركن محمد خير، العميد الركن سعيد القزح، العقيد بهاء حلال، الوزراء السابقون: فادي عبود، فيصل كرامي، مروان شربل، محمد رحال، عبد الرحيم مراد، منى عفيش، نائلة معوض وخالد قباني، والنائب السابق مصطفى علوش.
وحضر أيضا نقيب الصحافة عوني الكعكي، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم العميد الركن خالد موسى، مديرة المراسم في وزارة الخارجية السفيرة ميرا ضاهر، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان، رئيس هيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية - السعودية إيلي رزق، رئيس مخابرات بيروت العميد جورج خميس، رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي، الدكتور في القانون الدولي أنطوان صفير، إضافة إلى فاعليات سياسية واقتصادية وديبلوماسية ودينية واجتماعية.
عسيري
وقال السفير عسيري "بفرح كبير بقدر المحة، يسعدني ويشرفني أن أرحب بكم، في رحاب ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية التي لطالما أحبت لبنان وبادرت الى جمع ابنائه وتعزيز وحدتهم، وها أنا أجمع المحبة والمودة التي عبرت عنهما المملكة في مناسبات عديدة وأنثرها كباقة زهر تعطر هذه الامسية الجميلة التي أنرتموها بحضوركم الكريم.
كما يشرفني أن أنقل إليكم تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله والقيادة السعودية ومن خلالكم الى الشعب اللبناني الشقيق.وكم كنت أتمنى أن يشاركني الليلة فرحة هذا اللقاء كل محب للبنان، تاق الى رؤية العائلة اللبنانية موحدة، وإلى لبنان العيش المشترك الذي ظل تنوعه مصدر غنى له ولمحيطه العربي، لبنان الذي يجتمع ابناؤه مسلمين ومسيحيين على تقاليد واحدة وأهداف واحدة ونشيد واحد مطلعه "كلنا للوطن"، لبنان الرقي والحضارة والانفتاح الذي نشأنا على الاعجاب به وبكفاءة ابنائه الذين قدموا مثالاً يحتذى في ما أصابوه من نجاحات مختلفة .. الى هذا اللبنان، الماثل في ذاكرتنا الجميلة والذي اشعر انه يتجسد من خلالكم اليوم، والذي استحلفكم بالله ان تعيدوه الى ذاته وان لا تفرطوا به".
اضاف:"ندائي هذا هو صدى لمواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، التي دعا من خلالها الى المحافظة على وحدة لبنان وسيادته وتحصين امنه واستقراره والعيش المشترك بين ابنائه ليتمكن من اجتياز هذه المرحلة الاستثنائية التي تمر بها المنطقة ويستعيد دوره الطليعي وعصره الذهبي.
وانطلاقا من هذه المواقف الكريمة التي تنم عن حرص اخوي كبير اسمح لنفسي بالتطرق الى الواقع السياسي الذي نشهده حاليا، ليس من باب النصح والمزايدة، بل من لهفة مواطن عربي يحب لبنان، عاش بينكم عدة سنوات، وشرب من مائكم واستنشق هواءكم، وللبنان في قلبه محبة لا تقل عن محبتكم له".
ايها السيدات والسادة،
تمر منطقة الشرق الاوسط بأحداث تتداخل فيها التعقيدات السياسية والامنية، ويزيدها صعوبة تطرف في الفكر والبحث عن ادوار مصطنعة واعمال ارهابية غريبة عن المنطقة ومعتقداتها ومجتمعاتها. ولعل أشد ما يؤثر على لبنان من بينها هي احداث سوريا بفعل التداخلات الجيوسياسية من جهة وبفعل رغبات لا تنسجم مع دور لبنان وتدفعه الى وضع لا يلائم مصلحته الوطنية العليا.
لذا فإن الخروج من الوضع الراهن بات ضرورة ملحة تبدأ بالتزام كافة القوى السياسية بتحييد لبنان عن النار المستعرة في الجوار، وبتحقيق خطوة اساسية تشكل مدخلا الى كافة الحلول تحرص المملكة عليها وتأمل انجازها ألا وهي انتخاب رئيس جديد للجمهورية في اقرب فرصة ممكنة لتستقيم هيكلية الدولة وتسير عجلتها وفق المسار الطبيعي للأمور، لأن الفراغ في سدة الرئاسة يضعف الدولة ومؤسساتها في وقت هي اكثر ما تحتاج الى الدعم والمؤازرة، والى تعزيز ثقة المواطن بها وليس العكس.
وحماية الدولة وتطويرها واجب القيادات والمواطنين معا، وتقدم البلاد في ظل السيادة والامن والاستقرار يحقق المصلحة الوطنية العليا التي يصبو اليها كل لبناني، واني على ثقة تامة ان الاشقاء اللبنانيين بكافة فئاتهم لم ولن يرضوا الا بتحقيق ما هو افضل للبنان عبر التعالي على الخلافات وتحصين الوحدة الوطنية والساحة الداخلية وقطع الطريق على كل ما من شأنه ايذاء لبنان والاساءة لتاريخه وصورته ورسالته.
من هنا، فإن اللحظة السياسية الحالية، لحظة تاريخية تتطلب قادة شجعان وأنتم كذلك، وقرارات شجاعة وانتم قادرون على اتخاذها، قرارات تغلب مصلحة الوطن على كل ما عداها وتفتح الباب امام مرحلة جديدة عنوانها الاستقرار السياسي والامني، وصون سيادة الدولة وكرامتها، والمملكة العربية السعودية هي الأحرص، من بعدكم، على دعم هذه السيادة وصونها لمصلحة لبنان والمصلحة العربية".
ايها الحفل الكريم ،
يتطلع العرب الى النموذج النهضوي الذي قدمه اللبنانيون والنهضة العربية التي كانوا روادها والتي نشرت الثقافة والعلم في اقطار المشرق، آملين ان تستعيدوا هذا الدور ليستيعدوا معكم وبكم دورهم الحضاري.
اقول هذا الكلام انطلاقا من معايشتي عن قرب للأشقاء اللبنانيين، في المملكة بداية وخلال ممارستي مهامي في لبنان. وأقول ان اللبننة وجود متكامل وليست مساحة جغرافية فقط، واللبناني، عربي متميز، بثقافته المتنوعة وبعيشه في الشرق وانفتاحه على العالم الرحب، وبكونه انسان مبدع خلاق.
هذه الصفات هي ثروة وغنى للبنان، وهي افضل ما تورثوه لابنائكم وليس الخلافات السياسية والقلق على المستقبل والتفكير الدائم بالهجرة.
أرجوكم، احبوا لبنان، لا تدعوه يستغيث، تشبثوا به، تجذروا بأرضكم، جذروا ابناءكم واحفادكم بها، ابنوا لهم وطنا حصينا منيعا يتشرفون به ويتفانون في محبته، اشعروهم ان بلدهم يحتضنهم وانه بيتهم وملجأهم وليس مصدر قلقهم، تعالوا على الخلافات وعلموهم انه في سبيل مصلحة البلاد تهون الصعاب.
ما اعبر عنه ليس سوى انعكاس لما تجمع في مسيرة العلاقات الاخوية بين المملكة العربية السعودية ولبنان وقيادتيهما وشعبيهما من أخوة ومودة وتواصل انساني عميق حرص عليه كافة الملوك الذين اعتلوا عرش المملكة وصولا الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، وهو تعبير ايضا عن امنيات المملكة وآمالها في ان ترى لبنان موحدا، مستقرا، رائدا في محيطه، شامخ أرزه الى الغمام.
وفي الختام، يطيب لي في هذه الامسية العزيزة وانا محاط بهذا الحشد من الاشقاء والمحبين ان ارفع أسمى آيات التهنئة والتبريك الى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله والى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حفظه الله والى صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع حفظه الله، والى ابناء الشعب السعودي النبيل، سائلا المولى عز وجل ان يحفظ المملكة العربية السعودية وان يديم عليها نعمة الأمن والأمان والاستقرار وان يبقيها قبلة العرب ، وان تبقى العلاقات السعودية اللبنانية مثالا يحتذى للأخوة الحقة.