رؤوف شحوري -
نقطة الضعف المركزية لدى الارهاب التكفيري أنه يفضح نفسه بنفسه، من خلال سلوكه، اما في الجرائم الوحشية غير المسبوقة ببشاعتها ولاانسانيتها، واما عبر شعاراتها الاعلامية المرئية والمسموعة، والمكتوبة حتى على الجدران والقبور والأضرحة! ولا يمكن لأي مواطن يشترك بحراك شعبي لشبيبة لبنان، وصفته الأساسية أنه خارق للطوائف ويدعو الى دولة مدنية متحررة وحديثة، لا يمكن لمواطن شريف يشارك في هذا الحراك، أن يتصرف ببذاءة، ويسجل كتابات مفضوحة تحضّ على الفتنة المذهبية، كتلك التي دنست ضريح الشهيد الرئيس رفيق الحريري.
لا يمكن اطلاق انتفاضة شعبية راقية بأساليب بذيئة. وعلى قادة الحراك المدني الحذر من الذين يُظهرون حماسة مفرطة باعتماد وسائل قذرة، مثل تلك الكتابات على الأضرحة، أو مثل وضع صور قادة سياسيين دون تمييز على الأحذية! والقاعدة الذهبية هي: كل ما يجمع هو مبارك، وكل ما يفرق هو مشبوه! وأفضل منه هو اعتماد الايجابية وفتح الأبواب والنوافذ على الحوار الهادف مع أي طرف، وبخاصة على مستوى المسؤولين في الدولة. أما اعتماد السلبية، ورفض اللقاء مع أي منهم، فهو نوع من المراهقة الثورية الساذجة. ولا معنى لحراك شعبي يقطع الطريق على المتوجهين الى طاولة الحوار. وأجدى منه مطالبة المتحاورين اقرار المطلب الشعبي بتسريع الاجراء الذي يقود الى انتخابات رئاسية سليمة ودستورية، تسبقها انتخابات عادلة على أساس النسبية في لبنان كدائرة انتخابية واحدة!
اما اذا كان الهدف الحقيقي للفاسدين الذين يمسكون برقبة النظام هو تنفيس الحراك الشعبي الطاهر، لأنهم خائفون على مصدر ارتزاقهم من المال الحرام - العام والخاص - فهناك طريقة لا تخطئ أبداً... فأقصر طريق الى الخلاص من الحراك الشعبي هو استجابة مطالبه! وهذه الطريق هي أوتستراد طويل وكثير المحطات. والاستجابة الى مطلب حل أزمة النفايات سيعقبه مطلب توفير الكهرباء ثم الماء والضمان والاستشفاء والصحة العامة وغير ذلك... وصولاً الى تعليق مشنقة الفساد ودفنه، ايذاناً بقيام الدولة المدنية العصرية والحديثة!