زينب زعيتر -
لم تكد ان تنتهي جملة التعيينات التي أبصرت النور بعد تولي المفتي عبد اللطيف دريان منصبه في دار الفتوى، ليبدأ سيناريو جديد من الاقالات التي بدأت من مدير عام الاوقاف الاسلامية الشيخ هشام خليفة وتستمر وفق اعتبارات المحسوبيات، وكان آخرها اقالة اربعة مشايخ وثلاثة خطباء، وتشير معلومات خاصة الى اقتراب موعد اقالة ثلاثة مشايخ آخرين.
يتخوف العاملون في دار الفتوى من استمرار سياسة الاقصاء المنتهجة في الدار بحق مشايخ من دون الاخذ في الاعبتار سنوات الخدمة والمراكز التي يشغلها المشايخ، ولكن ليست لهؤلاء سلطة، سوى ما يدفعهم الى الامتعاض من الاسلوب المتبع، وتسجيل اعتراض لا يتخطى حدود المكاتب المغلقة.
إقالات قريبة
وقد علمت "البلد" انّ من ضمن الاقالات التي ستبصر النور قريباً، الشيخ محمود مسلماني وهو امام مسجد الكرنتينا، وسيتم ابلاغه بتوقيع الاقالة خلال ايام قليلة، اضافة الى اقالة الشيخ هشام خليفة الذي كان يشغل مؤخراً مدير عام الاوقاف الاسلامية، وعُين مكانه الشيخ محمد انيس الاروادي، من أحد المنصبين اللذين يشغلهما وهما امامة مسجد الاوزاعي، وإمامة مسجد حمانا، وهو في الاساس منصب فخري لخليفة حيث يتولى الشيخ بلال حنيني الشق التنفيذي من متابعة العمل في المسجد. وبالتالي تنقل مصادر خاصة بأنّه سيتم الضغط على خليفة من اجل الاستقالة من منصبه كإمام لمسجد الاوزاعي، ليُصار تباعاً الى اقالته من مسجد حمانا، وخصوصاً لأنّ الاول يسكن منزلا في حمانا يعود لدائرة الاوقاف، ما يبرز امتعاض الدار من بقاء خليفة في المنزل "الصيفي".
حسابات سياسية
امّا في تفاصيل ما يتعلق بتحضير كتاب يتضمن اقالة الشيخ مسلماني، فإنّ ذلك يأتي مرتكزاً على خلفية الشيخ السياسية التي لا تتلاءم وسياسة الرئيس فؤاد السنيورة المتبعة في الدار، كخطوة تؤدي الى ايقاف الخطب الصادرة عن مسلماني، كما حصل مع الخطباء الثلاثة الشيخ حسام رحال، الشيخ نزار ذو الخضار، والشيخ وليد ابو القطع، المحسوبين على الشيخ هشام خليفة وتم ايقافهم عن الخطابة مؤخراً. وتشير المعلومات ايضا الى توقع اقالة الشيخ محمود الخطيب وهو مدير المستوصف التابع لدار الفتوى وإمام جامع الازهر في عرمون من منصبه، وهو محسوب على المفتي السابق محمد رشيد قباني.
وكان قد صدر عن مديرية الاوقاف العامة في الدار، قراران يقضيان بفصل كل من الشيخ غسان الطرابلسي إمام مسجد الطبش في رويسات صوفر والشيخ أحمد المصري إمام مسجد عاليه، من منصبيهما. الأول أُقيل لأسباب شخصية تتعلق برغبة أرملة الشخص الذي شيد المسجد باقالة الطرابلسي، امّا المصري فقد أُقيل كما تنقل المصادر، بعد اعتصام قام به امام مسجد الزبدانية بالقرب من منزل المفتي، لاعتبارات تتعلق بما وجده ظلماً وتعسفاً بحق مشايخ في الدار. ولكن وللمفارقة فإنّه أُعيد تكليف المصري بتولي شؤون المسجد نفسه الذي أُقيل منه الطرابلسي، بعدما طلب المفتي دريان من المصري أن يقدّم اعتذاراً خطياً، فكان للدريان ما طلبه، وللمصري إمامة مسجد جديد. استمال بذلك دريان الشيخ المصري لناحيته، تخوفاً من الضجيج الذي قد يحدثه الاخير في حال كرر الاحتجاج، فكيف يُقال شخص من مسجد "لإشارات مسلكية خاطئة"، فيعاد تكليفه إماماً في مسجد آخر؟.
تشييد برج
ومن ابرز الاشخاص الذين تمت اقالتهم، الشيخ عماد صبح، وهو إمام مسجد شاتيلا، وترتبط اقالته بمواقف قديمة لصبح تعود للعام 2012، حينما رفض المفتي السابق محمد رشيد قباني مشروع "Land mark"، الذي كان ممولاً من كويتيين وهما حمد الوزان وسعاد الحميدي، وبدراسة من شركة "platinum"، التي تعود لنادر الحريري، وتختص باقامة برج لم يسمح المفتي بتشييده لانّه اكتشف بأنّ الارض التي من المفترض العمل عليها تقوم بجزء منها على مقبرة. ليُصار حينها الى مزيد من التدخلات السياسية للضغط على المفتي السابق من اجل القبول بتمرير المشروع، من خلال استحداث فتوى، والتفتيش عن مساحة اضافية بديلة يمكن تشييد البرج عليها، ولكن المشروع لم يُنفذ، وترك امتعاضاً لدى المستفيدين الذين حاولوا البحث عن حلول دون أن يُوفقوا بها. وكان خبر اقالة الصبح قد لقي الكثير من الاعتراض في داخل دار الفتوى، وأبرزهم الشيخ اسامة حداد، ويشغل منصب المفتش العام على المساجد، وكان أن نقل اعتراضه الى مدير عام الاوقاف، ولكن من دون جدوى.