Quantcast
Channel: tayyar.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 170039

الإعلام المناهض لأردوغان مُتهم بـ «دعم الإرهاب»

$
0
0


يوسف الشريف -

دخلت المعركة بين الرئيس رجب طيب أردوغان ووسائل الإعلام المعارضة في تركيا، مرحلة جديدة بعد إقحام مسألة «دعم الإرهاب» في الاتهامات المُوجّهة إليها. وطاولت هذه التهمة مجموعة «دوغان»، أضخم المؤسسات الإعلامية الليبرالية، وصحيفتها الرئيسة «حرييت»، وكذلك مجلة «نقطة» التي بدأت رحلتها يسارية وباتت من الإعلام الموالي للداعية المعارض فتح الله غولن.

أردوغان، الذي توعّد وسائل الإعلام المعارضة مراراً، لم يَعُد مضطراً للجوء إلى القضاء ورفع قضايا تعويض، أو المطالبة بسجن كتّاب أو صحافيين، كما فعل عشرات المرات، إذ تولى الإعلام الموالي للحكومة هذه المهمة، من خلال نشره اتهامات مباشرة، و «تطوُّع» محقّق باعتبار تلك الأخبار «بلاغاً عاماً» يتيح فتح تحقيق.

وبذلك يتحقّق ما توقّعه المدعوّ «فؤاد عوني» الذي يدّعي أنه عينٌ داخل قصر أردوغان تفشي أسراره، إذ كتب على موقع «تويتر» قبل أسبوعين عن مخطط لـ «إسكات أهم الصحف المعارضة، بل غير الموالية، يشمل مؤسسات إعلامية كبرى، مثل دوغان، ومؤسسات تابعة لغولن، وأخرى معارضة يسارية مستقلة، مثل صحيفة سوزجو الأكثر توزيعاً في تركيا».

مؤسسة «دوغان» التي تشمل شبكتَي «سي أن أن ترك» و «دي» وصحيفتَي «حرييت» و «بوسطه»، استهجنت التحقيق لاتهامها بـ «دعم الإرهاب»، استناداً إلى نبأ نشرته صحيفة «غونيش» الموالية. ووَرَدَ في بيان أصدرته أن «المحقق الذي تطوّع لفتح التحقيق، اعتمد على خبر تافه مليء بأخطاء وافتراءات كان محقق سابق حقّق فيها، واعتبر أن ما نشرته صحيفة حرييت في هذا الإطار لا يتضمّن أي إساءة للرئيس أردوغان، أو يشكّل دعماً للإرهاب».

وانتقدت مؤسسة «دوغان» ما اعتبرته «حملة قضائية» تستهدفها، فيما امتنع القضاء عن التصدي لهجمات على مبانيها، يقودها نائب من حزب «العدالة والتنمية» الموالي لأردوغان. وقال رئيس المؤسسة أيضن دوغان: «لم أتعرّض لهذا المقدار من الضغوط لتكميم الأفواه، في تاريخ مسيرتي الإعلامية، حتى في حقبة الهيمنة العسكرية في تسعينات القرن العشرين».

وأفادت وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء بأن مجموعة «دوغان» مُتهمة بنشر صور غير مموّهة لجنود أتراك قُتلوا خلال الاشتباكات مع «حزب العمال الكردستاني» أخيراً، وبأنها موّهت صوراً لمسلحين، إضافة إلى بثّ «سي أن أن ترك» مقابلة مع شابة انضمّت لاحقاً إلى «الكردستاني».

وكانت صحيفة «سوزجو» انتقدت «ضغوطاً يمارسها الرئيس أردوغان» عليها، «من خلال فرض الحكومة عقوبات مالية مبالغ فيها». كما اشتكت «سوزجو» و «حرييت» من تعرّض كتّابها لتهديد علني في الصحف الموالية، من دون أن يتحرّك القضاء.

بل إن الصحافي جيم كوتشوك في «قناة 24» الموالية، هدّد الإعلامي المشهور أحمد هاكان الذي يكتب عموداً في «حرييت»، قائلاً: «يجب أن يشكر أردوغان على بقائه حياً حتى الآن، على رغم طول لسانه». وتحدث عن إمكان «سحقه مثل ذبابة». كما هدد كوتشوك عشرات من الصحافيين المعارضين لأردوغان، بفتح تحقيقات في حقهم ودخولهم السجن قريباً، معتمداً على «مصادر معلوماته داخل الحكومة».

وكان الأمن التركي دهم مقرّ مجلة «نقطة» واعتقل رئيس تحريرها الإثنين، واتهمها بدعم الإرهاب، بسبب تضمّن غلاف عددها الأخير صورة مركّبة لأردوغان يلتقط صورة «سيلفي» أمام نعوش جنود أتراك.

وكانت السلطات فرضت عام 2009 غرامة على مؤسسة «دوغان» قيمتها 2.5 بليون دولار، لاتهامها بالامتناع عن دفع ضرائب، في ما اعتبره مراقبون محاولة لسحق وسائل الإعلام المعارضة لأردوغان، بعد تغطيتها مزاعم عن فساد مقربين منه. ثم اضطُر مؤسس «دوغان» إلى بيع صحيفتَي «ميلليت» و «وطن»، وشبكة «ستار» التلفزيونية ومؤسسات أخرى.

ويشكو صحافيون كثيرون من تعرّضهم لتهديد وإساءات، عبر «جيش إلكتروني» ينشط على مواقع التواصل الاجتماعي، مهمته الدفاع عن أردوغان. ويبدو أن هذا «الجيش» لا يضمّ متطوعين، بل مجموعة منظمة يُوجّهها ويُموّلها مركز واحد.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 170039

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>