بقلم ايلي لحُّود -
بعد مرور سنة على معارك عرسال، التي أسقطت ورقة التوت عن عورات دولة وقفت تتفرج على محيطها يشتعل فاكتفت بسكب الماء على قدميها، يمر لبنان بما هو أصعب من المعارك العسكرية.
وقفت الدولة التي تآمرت أبدا ومنذ التسعين على الجيش موقف المرعوب يوم دقت داعش أبواب لبنان من جهته الشرقية. يومها تأهب درع الوطن مسيجا بالدم حدودا ما عادت آمنة ليقصّ من جديد ملاحم بطولية سردها نور الجمل وداني حرب وكل جندي إرتقى الى درجة شهيد.
وقفت الدولة المزعزة الأعمدة طالبة من أعمدة الجيش الرد السريع والمناسب، قاصدة بالسريع محدودية الزمن وبالمناسب نسبوية الرد. هنا عاد ليظهر الفارق الكبير بين سياسة العسكر وعسكر السياسة. فللعسكر سياسة واضح إختصرتها كلمات ثلاث شرف، تضحية ووفاء. لكن بعض السياسيين لا يستوعبون الإختلاف الجوهري بين ما يشترى بالمال وما يشترى بالدم، هم الذين إعتادوا أن يدفعوا ثمن الدم مالا. هم نفسهم أصحاب الحسابات في المصارف الدولية (حيث أوطانهم) الذين لا يفهمون أن الجيش يدفع ثمن الوطن وحماية الوطن دما.
شامل روكز أحد أعمدة وأركان الجيش الوطني اللبناني، صاحب التاريخ العسكري النيّر، لم يعتد الرجوع ولم يفقه الخنوع، لذا وجب على المتآمرين على الجيش إزاحته من الصورة. روكز الذي لامس الموت على جبهات القتال أكثر من مرّة لن تخيفه بعبعات أولئك الذين وقفوا وراء فتح الإسلام في نهر البارد، ومجموعات التكفير في التبانة ومجموعات الإرهابي الفار أحمد الأسير في صيدا. قائدا لفوج النخبة في جيشنا المغوار أدى روكز واجباته ولم يتراجع أمام حفنة الخونة الذين أرادوا إخراجه فما كان الرد إلا المزيد من الإقدام. هي مدرسة على كل حال، مدرسة أسسها الرئيس اللواء فؤاد شهاب، وبناها العماد عون وعمّدها العميد شامل روكز. محصّلة التاريخ العسكري لروكز، هذا التاريخ الذي خلّف محبة شعبية رهيبة، لن تثمر إلا البدء بتحصيل حقوق المواطن اللبناني عامة والمسيحي خاصة من قيادة الجيش إلى رئاسة الجمهورية.