يستمرّ حزب الله بالتقدم وبهدوء على جبهات مدينة الزبداني، خاصةً الجبهة الشرقية التي تتركز حالياً المعارك فيها، حيث يهدف حزب الله متعاوناً مع الجيش السوري لقضم مــا تيسّر من جبهات بهدف تأمين منطقة واسعة تكفل تقليص مناطق سيطرة المسلحين من هذه الجهة.
وعلى الرغم من الحديث عن أن “معركة الزبداني بـاتت مسألة وقت” يستغل حزب الله ما توفر من هذا الوقت من أجل الوصول إلى مناطق يعتبرها “عمق المسلحين” على عدة جبهات، في الشرق والغرب والجنوب، لكن الجبهة الشرقية تأخذ وقتاً أكثر لما فيها من كتل أساسية يسعى لتأمينها لفتح باب العبور نحو العمق.
“إشتغل” حزب الله في الأيام الماضية على مسلسل قضم كتل سكنية واسعة. نجح أخيراً في الوصول إلى “المول” الموجود في هذا الجزء ودخله. كانت لا زالت في يساراه مناطق سيطرة للمسلحين يتخذونها منطلقات لاحباط التقدم. هدف الحزب من وراء الدخول إلى “المول” تمكينه من فتح ثغرات توصله إلى المقلب الاخر من الشارع للقيام بعملية إلتفاف نحو الميسرة وضرب المسلحين هناك أولاً وثانياً فتح ثغرات للعبور إلى الأمام. حالت جدران البناء الإسمنتي القوي دون فتح ثغرات ما أعاق خطط المقاومين الذين عدلوا عن هذا الأمر، خاصةً بعد ان باتوا عرضةً في داخل “المول” لرصاص القنص الصادر من ميسرة المسلحين والسبب في ذلك إنهيار زجاج المبنى بالكامل ما كشف داخله بشكلٍ مباشر، وبعد ساعاتٍ من العمل عادوا ادراجهم متمكنين من تطويق ميمنة “المول” ووضعه بالتالي تحت سيطرتهم النارية.
بحسب معلومات “الحدث نيوز”، فإن الهدف من التقدم ودخول “المول” والإلتفاف نحو ميسرته، هو توفير منطقة عبور آمنة نحو كتل سكنية فاصلة مع “جامع الإمام علي” الموجود في عمق منطقة سيطرة المسلحين والسيطرة عليه وعلى محيطه، ما سيفتح فجوى في جدار دفاعات هؤلاء ويسمح لحزب الله والجيش السوري بملامسة عمق منطقة سيطرتهم في الجزء الشرقي. السيناريو هذا مستمر بأساليب مختلفة، وطوال يوم أمس الجمعة، لم تهدأ فوهات المدافع كما بنادق المقاومين في هذا المحيط الذي إتسم بكثافة نارية خاصة لجهة منطقة “البستان” بالاضافة إلى إشتباكات ترافقت بشكلٍ اساس مع عمليات قنص متبادلة نحو الأبنية التي إحتلها قناصون بهدف إعاقة تقدم المقاومة.
وعلى الجبهة الشمالية الشرقية، تمكنت المقاومة والجيش السوري خلال الساعات الماضية من السيطرة الكاملة على منطقة وشارع زعطوط مع الابنية المجاورة. وبهذه السيطرة، أصبحت طريق الحكمة آمنة حتى فيلة وليد الطباع بالتزامن مع تقدم مستمر بشارع الحكمة نحو مبنى أمن الدولة، في ظل ضربات مدفعية – صاروخية مركزة.
بالإنتقال إلى المحور الغربي من المدينة، ومع السيطرة على عدد من كتل الأبنية في فيلات أبو عايشة بمحيط جمعية 8 آذار، جنوب شرق حي الجمعيات قبل أيام، فتح ذلك ثغرة أساسية للمقاومة من أجل تعزيز حضورها وحصر المسلحين في هذا الجزء. وتشير مصادر “الحدث نيوز”، ان الجماعات المسلحة المتمركزة هنا والتي تنتمي إلى “حركة أحرار الشام” باتت متواجدة بقطر 3 إلى 4 كيلومتر مربع فقط وهي تنشط ضمن هذه المسافة المعرضة للنار، فيما هدف المقاومة هو تقليص هذه المساحة قدر المستطاع.
ومع تثبيت المقاومين على هذا الجزء، دارت معارك وإشتباكات عنيفة في حي البلد وسط الزبداني، واخرى على محور الحكمة وبردى ودرب الكلاسه وحي الجمعيات في وقتٍ قصف الجيش محيط المركز الثقافي في المدينة.
المركز المولج الإهتمام في الكتب والمطالعة، حوّله المسلحون إلى غرفة موت حيث وجدت في داخله آلات تستخدم بصناعة العبوات الناسفة كما وجدت في قبوه سيارات يعتقد ان الهدف من وجودها هو تفخيخها لإستخدامها لاحقاً في المعارك، كما تم العثور بداخله على عشرات البراميل التي تحوي مادة المازوت لاستخدامه بعملية طبخ العبوات الناسفة، اضافة الى 7 طن سماد من نوع “يـوريــ” والتي تدخل في صناعة المتفجرات. كما ضبطت القوات العسكرية مصنعاً للعبوات الناسفة والمتفجرات وبداخله عدد من العبوات والمواد الاولية في شارع بردى في مدينة الزبداني.