في مقابلة مع رولان لومباردي، مستشار مستقل وخبير في العلاقات الدولية خاصةً في منطقة المغرب والشرق الأوسط واشكاليات الجيوسياية والأمن والدفاع يشرح سبب تقديم الدول الخليجية وجهاً مناهضاً لكل لاجىء قد يُدخل مع دخول أراضيها أفكار تخريبية وغير مناسبة لاستقرار هذه الأنظمة.
ترتبط أزمة المهاجرين التي تعيشها أوروبا الى حد كبير بشعوب آتية من سوريا وأفغانستان. ويأخذ السوريون أيضاً طريق البلقان بعد عبور تركيا إلا ان بلدان الخليج أقرب بكثير على المستوى الجغرافي. فما تفسير هذا الخيار؟
لوران لومباردي: أولاً أود أن أقدم بعض التوضيحات: صحيحٌ ان عدد المهاجرين السوريين هو الأكبر في خضم الأزمة الحالية التي تضرب أوروبا. ويأتي بعدهم أهل الصومال والأفغان وآفريقيا جنوب الصحراء.
وتجدر الإشارة الى ان وجهة هؤلاء كانت منذ سنوات قليلة ليبيا واسرائيل ولبنان. أما اليوم، فليبيا غارقة في الفوضى وشددت اسرائيل سياستها الخاصة بالهجرة ولم يعد لبنان قادر على الاستيعاب. وهذا ما يدفع بالمهاجرين الى التوجه حالياً نحو أوروبا.
وان كانت وسائل الاعلام الغربية تركز في الأيام الأخيرة على التوافد الكبير للمهاجرين العزل السوريين والعراقيين والأفغان الى البلقان، من الواجب ان لا ننسى ان جنوبَي ايطاليا واسبانيا يعرفان هما أيضاً الضغط نفسه على مستوى الهجرة.
وقد وصل أكثر من ١٠٠ ألف مهاجر بصورة غير شرعية الى أوروبا منذ بداية العام ٢٠١٥. وأفادت منظمة الهجرة العالمية ومقرها جنيف الى ان ١٧٧٠ رجلاً وامرأة وطفل ماتوا أو فقدوا محاولين عبور المتوسط منذ يناير. وكان ٣٤٠٠ مهاجر قد خسروا حياتهم أو فقدوا في المتوسط خلال العام ٢٠١٤ علماً ان العدد وصل الى ٢٨٠٠ شخص في الفترة الممتدة من يوليو حتى نهاية السنة.
وبالتالي، وكما تفضلتم في السؤال، لما يختار هؤلاء وهم بأغلبهم من الطائفة المسلمة أوروبا عوض دول الخليج؟ لأنه وللمفارقة وعلى الرغم من تقارب الثقافات والحدود، من الأسهل والأفضل محاولة دخول أوروبا من مملكات الخليج النفطية.
وحتى ولو كان كل شيء في الواقع نسبي، دائماً ما ينظر الى أوروبا على اعتبارها الأرض المنتظرة وملاذ الاستقرار والأمن والسلام. ولم تساهم سياسات الاتحاد الأوروبي المتساهلة على مستوى الهجرة منذ سنوات والمساعدات الاجتماعية والطبية المختلفة المقدمة للاجئين وانعدام التنسيق والتضامن لمعالجة هذه الأزمة الغير مسبوقة إضافةً الى الترددات الأخيرة وعجز المسؤولين الأوروبيين سوى في تفاقم حدة الأزمة. وأعلنت ألمانيا بعكس شركائها المترددين مثل فرنسا أو الرافضين تماماً مثل النمسا عن جهوزيتها لاستقبال ما يقارب الـ٨٠٠ ألف لاجىء.