Clik here to view.

أمين أبوراشد -
لسنا ننقل ما نقلته الكاميرات، ولا اليافطات، ولا الوسائل الإعلامية التي نقلت صرخات الشعب اللبناني الذي زحف من كل لبنان الى ساحة الشهداء، ولا كلمة رئيس التيار المهندس جبران باسيل النارية، لأن هذا "التسونامي المُرعب" لم يحمِل معه الوجع المكبوت، بقدر ما حمل صوت الكرامة المنتفضة على طبقة فاسدة، بالغت وبالغت كثيراً في تجاهل الرأي الحرَ لـ "شعب لبنان العظيم"، والمطلب واحد ومحدَّد: قانون إنتخاب عصري ينبثق منه مجلس نيابي بإرادة الشعب، أو انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب مباشرة.
صوَّت البرتقاليون ومعهم شرائح من كافة المناطق اللبنانية بأقدام التحدِّي، "القبضاي يواجه الشعب"، ونعم لمن ينتخبه الشعب، وسيكون البرتقاليون أول المهنئين سواء كان قائدهم هو الرئيس أو سواه ولكن بشرط، إما عبر مجلس نيابي ينبثق من قانون إنتخابي عادل، وإما بأصوات الشعب، والبرتقاليون ومعهم غالبية اللبنانيين بحجم هذا التحدِّي.
هذا الزحف الجماهيري الكبير، ليست هيبته فقط بحجمه المُذهل، وليس لأن له قائدٌ واحد وهدفٌ واحد: "حقّ الشعب بأن يكون صوته هو الحاكم"، بل بهذا الإنضباط وهذا الرقيّ وهذا الوعي في ممارسة الحضارة اللبنانية على حقيقتها، وسط محيطٍ عربيٍّ من الشياطين والغوغائيين الذين يصنعون "ربيع العرب" من قحط جاهليتهم وجهلهم، ويخطِّطون واهمين لنقل ثقافة أبي جهل الى الشواطىء التي انطلق منها "قدموس".
لن نكتب الشعر في حراكٍ برتقاليٍّ يستحق مجلدات من القصائد، والكلمات الصادحة في ساحة الشهداء تشهد على عظمة من خافوا جنونه بلبنان منذ زمن "قصر الشعب" فَنَقَل جنون الكرامة الى كل لبنان، وباتت لدى الشعب اللبناني "حقوقه بأن يطالب بحقوقه"، يسحبها بقوة الأقدام من أيدي الفاسدين المتسلِّطين المزوِّرين واللصوص، ويسحق بأقدامه رؤوس الأفاعي، تمهيداً لسحقها في صناديق الإقتراع.
نعم هو تسونامي الغضب الشعبي على من امتصوا دماء الشعب، وأهدروا كرامته، وصادروا حقَّه عبر مصادرة وكالته ليُمدِّدوا ويتمدَّدوا على معاناة شعبٍ كريم. رموا بشبابه على أبواب السفارات وجوَّعوه وعطَّشوه وسمَّموه أخيراً بنفايات أدائهم المخزي منذ العام 90 وحتى اليوم وما زالوا يتهرَّبون من مواجهة إرادة الشعب.
قد يكون البعض أصابهم الذهول، لا بل أصابهم فعلاً من الزحف البشري تلبية لنداء العماد عون والتيار الوطني الحرّ، ووصلت السخافة عند مدوِّنين على صفحات التواصل الإجتماعي قبل بدء تدفُّق الجماهير،أن شباب حزب الله قد حلقوا ذقونهم لينزلوا مع شباب التيار تضخيماً لحجم التواجد في ساحة الشهداء، ولا نجد ضرورة للردّ على ما وثَّقته الكاميرات من كافة المناطق ولكن، من حقِّنا أن نسأل هؤلاء المدوِّنين المخبولين: لماذا على شباب حزب الله أن يحلقوا ذقونهم ويتنكروا بأعلام التيار، طالما أن التيَّار يتشرَّف بهم حاضرين برايات حزب الله الى جانب رايات التيار وتحت عين الشمس، لأنهم كتبوا وثيقة التفاهم بجرأة وكرامة على وجه السماء، وطبَّقوها بمثالية على المستوى السياسي والوطني والشعبي، كما أن تظاهرة التيار ولو أنها جعلت الساحات برتقالية، جمعت لبنانيين غير منتمين حزبياً للتيار، لأنه يفتح قلبه وينفتح على سائر الشرائح اللبنانية تحت عنوان السيادة والحرية والدولة العادلة؟!
صوَّت البرتقاليون كما لم يُصوِّتوا من قبل، لأن بعض الخصوم ممن هزُلت شعبيتهم نتيجة أدائهم المُخزي، هزُلت عقولهم أيضاً، وراهنوا على تراجع شعبية الجنرال عون، لكن الجنرال لم يطلب من جمهوره ومن اللبنانيين التصويت بأقدامهم لإستعراض شعبيته، بل لإسترداد حقوقهم بأياديهم وأقدامهم وبالوعي الوطني النقيّ الشريف.
ردُّوا على وقع الأقدام لو كانت لأقدامكم صدى، أيها المراهنون على كل الجهات ما عدا رهانكم على شعبكم منذ وصولكم الى السلطة، عبر التسوُّل على ضريح شهيد عام 2005 وعبر ملياري بترودولار عام 2009، وعبر تمديد الخوف من شعبكم عامي 2013 و2014، وميشال عون يتحدَّاكم بأقدام اللبنانيين من ساحة الشهداء، وهو المدرِك أنكم لن تعترفوا بفسادكم على كل المستويات النيابية والحكومية والقضائية والإقتصادية والشعبية، بل هم يتحدَّاكم أن تعودوا الى لبنانيتكم من غربة التآمر عبر الرهانات الإقليمية، وأن تعودوا الى لبنان لمواجهة شعبكم والوقوف على رأيه في صناديق الإقتراع، ومن يخاف من رأي شعبه سيدوسه الشعب بالأقدام...
،